على الفقراء. فالعامل الذي دخله خمسة فرنكات ويشكو الفقر والعوز، فإن حاله لن تتغير عما هي عليه إذا حصل على الـ ١٢ التي تخصه من الاستيلاء على أموال الأغنياء وذلك لأندخله لا يرتفع في الحالة الثانية أكثر من ربع فرانك يومياً وهذا فرق ضئيل لا يأتي بالتحسين المطلوب الذي يقصد من تقسيم الثروة بين أفراد الشعب جميعاً.
والسبب الآخر أنه إذا كان دخل أحد الناس في السنة ٥٠ مليوناً من الفرنكات وصودر هذا المبلغ لتوزيعه على الفقراء المحيطين به فإن كلاً منهم لا يحصل على أكثر من فرنك، وهذا مقياس لجميع الأغنياء، كما أنه لو أفاد هذا العمل مرة فلن تتكرر هذه الفائدة فمن سيدفع عن الفقراء حاجاتهم التي تتجدد يوماً بعد يوم؟
ذلك لأن الشخص الذي كافح وجاهد وأكتسبالـ٥٠ مليوناً لن يعمل على كسب مثلها في السنة التالية لأنه حرم لذة هذا الجهاد وحرمت عليه ثمرة ما بذله، فيكتفي بما يسد به حاجاته الشخصية ويكفل له العيش) ثم يقول:(إن حالة البشر المعيشية سيئة جداً، وإننا فقراء مدقعون وذلك لأن منتجات الأرض السنوية تعجز عن سد حاجة البشر من الغذاء والملبس. فهل هذا لأن الأرض لا تنتج ما يفي بما هو ضروري لنا، إن كان الجواب على هذا بالإيجاب فعلينا أن نرضى بحظنا من الحياة وما قسمه الله لنا، وأن نعتبر أن الفقر كالموت أمر لا مفر منه ولا محيض عنه، ولكن لحسن الحظ أن هذا الافتراض لا مصيب له من الصحة لأن الأرض في مقدورها أن تدر علينا من المحصول أضعاف دخله، لأن ينابيع الثروة لا حد لها على الإطلاق. .)
٣ - الركن الثالث أن الدين ألد أعداء الشيوعية وما يتبعها من المذاهب الهدامة، المتسلطة على عقول العامة، لأنه يدعو إلى مبادئ تخالف الشيوعية وتحارب مبادئها التي تعمل على جعل الأرض فردوساً موهوماً على أشلاء ضحايا البشرية؛ لذلك يعمل الشيوعيون على استئصال أثر الدين من نفوس المجتمع، لأن الذي يؤمن بالدين يستحيل على المبادئ الهدامة أن تجد لها مكانا من نفسه ومن تفكيره. وفي هذا بقولي أبو الشيوعية كارل ماركس في تعاليمه:(إن الدين هو تنهدات الجماعة المظلومة) أي أنه لولا ما يقع على هذه الجماعات الفقيرة من ظلم واضطهاد لما التجئوا إلى حظيرة الدين يطلبون حمايتها، وعلى هذا الزعم الباطل، لو محي الظلم من بين هذه الطبقات بالوسائل التي يدعو أليها، لما وجد