في عدد أبريل الحالي من زميلتنا مجلة (الكتاب) كلام للدكتور بشر فارس، عنوانه (الشاطئ الحافل) وأوله:
أنا السيد الأعلى للشاطئ الحافل
إليه من مواغل الأرض تقبل الضمائر
ذوات الرغبات الخساس
عاجزات، غيارى
فتموت.
وقد كتب تحت العنوان (شعر) لكي يلقى القارئ باله إلى - أن هذا الكلام شعر. . . أو لكي يزول عنه الشك في أنه شعر وإن كانت هذه الكلمة غير كافية لإزالة الشك، فلا أقل من أن يقال: والله العظيم أنه شعر! وقد علق عليه الأستاذ عادل الغضبان بكلمة أنكر فيها نسبة هذا الكلام إلى الشعر، حتى الشعر الرمزي القائم على التعريض والكناية، بل هو (إبراز المضمر واستنباط ما وراء الحس من المحسوس وتدرين اللوامع والبوادء) وماذا يعني؟ والله أعلم! خذ مثلا (إبراز المضمر) هل أبرز في ذلك (الشعر) مضمراً؟ ألست تراه - على العكس - زاده إضماراً على إضمار؟ وأنا أفهم أن ما يقع عليه الحس هو المحسوس، أما ما وراء الحس فكيف يكون محسوساً؟ وأما (اللوامع والبواده) فكل شاعر يدونها، ولكنه كلام غريب! والمطلوب أن يدهش وأن تصرف غرابته عن طلب ما وراءه!
أقصد بعد ذلك إلى الأستاذ إبراهيم الأبياري الذي كتب في بي نفس العدد مقالا بعنوان (الرمز في الشعر العربي) وغاية المراد هي الرمزية في شعر الدكتور بشر فارس، وقد (بدهني) من هذا المقال أن الأستاذ الأبياري تحول فيه من الأغراب اللغوي إلى الأغراب ب (اللوامع والبواده). عرف الأستاذ (الرمزية البشرية الفارسية) بأنها (رمزية الصورة وهي أن ينعقد فكر الشاعر على حقيقة ما فيحليها خيالاً، يختار له صورة تتفق ومعناه ثم يذهب يضم إليها ما يشبع نواحي تلك الصورة المتخيلة إشباعاً) وكل شاعر ينعقد فكره على حقيقة يحيلها خيالاً يصوره ويشبعه إشباعاً، فما الجديد؟
وليقل الأستاذ الأبياري ما يقول، ولينجز ما وعد أو توعد به من إطالة الحديث في هذا