قال الأستاذ إبراهيم الأبياري يعرف الشعر الرمزي وينافح عن الشاعر الرمزي (لا يهولنك أن يعنى فكرك) ويكد خيالك، ويجد عقلك، فلهذا كله خلقت الرمزية) ويقول (إذا عرفت اللغز وحياته عرفت الرمزية في الصورة) ويقول لا فض فوه (المراد بالرمز أن يمضى بك الرامز إلى آخر المطاف تاركا لعقلك أن يلتمس السبيل إلى مراده كاداُ جاهداً) بيد أن الناقد جول لمتر يقول (الصورة الرمزية لا تصبح برهاناً على الشاعرية إلا حينما يكيفها هوى سائد أو أفكار أو صور بعثها ذلك الهوى) وحينما ينقل إليها الشاعر من روحه الخاصة حياة إنسانية وذهنية) فهل رمز بشر فارس يرمي إلى إجهادنا وكدنا وإرهاقنا أم يروم به أن ينقل إلينا من روحه الخاصة حياة إنسانية وذهنية فخاب في هذه المحاولة؟
الشعر كما عرفنا تعبير عاطفي يضرمه خيال الشاعر (قال الناقد هزلت: الشعر لغة الخيال بالمعنى الدقيق، والخيال هو تلك القوة التي تمثل الأشياء لاكما هي في نفسها ولكن كما تكيفها أفكار ومشاعر أخرى. إلى تنوعات من الهيئات وإمتزاجات من القوى لا نهاية لها، وليست هذه اللغة قليلة الأمانة للطبيعة وأكثر أمانة إذا نقلت التأثير الذي يتركه في العقل الشيء الواقع تحت سيطرة الهوى).
هل في مقطوعة (الشاطئ الحافل) أو في لغتها أمانة للطبيعة انتقل تأثيرها إلى عقل القارئ فخملته على الاتصال بالنفس الإنسانية فجعلت القارئ يسربها ويفرح؟
هل الرمز فن؛ وهل يصلح الرمز أن يكون أداة للتعبير عن الفن؟
مالي أسأل الشاعر الرمزي عما نحاه في طريقه ومحاه من معجم ما سموه الشعر لأن الشاعر الرمزي كما يقول الدكتور بشر (إنما يعمل في الظلمة، ظلمة الخلجات، فهو يبين بقدر ما يخلص النور إلى زواياها، ثم أنه لقاط أو هام تشغل الناس ولا يستوضحونها، فهو يرسم خيالات ملامحها لبصائرهم لا لأبصارهم)
مالي أرى الدكتور بشر السهى فيريني القمر؟ مالي أدعوه إلى السير في النور فيأبى إلا التخبط في الدياجير الحاكمة، يتطلب من الشوك عنبا ومن العوسج (كما قال السيد المسيح) وهو يتوخى أن يعكس التهاويل على أخيلته سحباً شفافة تنقشع عن جبريل عصري ينقل إلى الدكتور بشر فارس (الوحي) العبقري من ينابيعه السماوية؟ ما باله يتعامى عن الطبيعة وعن الحياة الإنسانية ويأبى الارسم (ظلمات) الخلجات التي تعتلج في صدره؟