منصرفة عنها فلن يقبلوا عليها مثل أسلافهم، فواجب أولئك العلماء أن يؤدوا الأمانة التي تلقوها عمن قبلهم بطريقة تناسب العقلية الجديدة عقلية من يراد منهم أن يتسلموها، ولا ينبغي أن نيأس من قعود الأساتذة عن هذا الغرض، فإنا وإياهم ننتظر المصلح الثالث الذي قد يكون شيخا للأزهر، وقد يكون رجلاً آخر من رجال الأزهر يفسح له الشيخ الأكبر، وإن كان يعارضه، ليكون أطلق يداً. . .
واحدة بواحدة:
تتجه وزارة المعارف الآنإلى العمل على نشر الثقافة الفرنسية في مصر، وذلك بجعل اللغة الفرنسية اللغة الأجنبية الأولى في بعض المدارس إلى جانب اعتبار الإنجليزية اللغة الأجنبية الأولى في البعض الآخر وبالإكثار من البعوث العلمية إلى فرنسا وخاصة بعد التوسع في إنشاء الجامعات المصرية وما يقتضيه من الحاجة إلى الأساتذة، وبمساعدة المدارس والهيئات الثقافية الفرنسية الموجودة في مصر على تأدية رسالتها.
والتمكين للمصريين من الانتفاع بالثقافات الأجنبية المختلفة وعدم الاقتصار على بعضها هو رأي معالي وزير المعارف الدكتور طه حسين بك، ومن الطبيعي أن يعمل على تنفيذه وتحقيقه في النطاق الرسمي وهو على رأس وزارة المعارف، كما دأب على العمل به في الميدان الأدبي العام.
هذا جميل ومفيد، ولكن هناك شيئاً آخر يعرفه معاليه ولا أحسبه إلا يوليه اهتمامه ذلك أن السلطات الفرنسية في شمال أفريقية تمنع وصول الثقافة المصرية والعربية إلى هناك وقد طلبت بعض البلاد المغربية أخيرا من وزارة المعارف المصرية أن تنشئ فيها مدارس تسير على المناهج المصرية، وأن تمدهم بطائفة من الكتب الأدبية والعلمية والفنية لتكون نواة لمكتبات عامة يتردد عليها أبناء تلك البلاد. ولكن السلطات الفرنسية عارضت - كدأبها - في إجابة هذه المطالب، وجرت اتصالات بين الوزارة وبين تلك السلطات الفرنسية في هذا الشأن لم تنته إلى حل.
وقد استطاع معالي الوزير الأريب أن يحل مسألة مراقب التعليم المصري في السودان على وجه أرضي الكرامة المصرية، فسافر المراقب إلى السودان بعد ما وقف الإنجليز في سبيل دخوله إليه. وهذا المثل يجعلنا آملين في أن يستغل معاليه مركز الثقافة الفرنسية بمصر في