وتأسست عام ١٨٨٠ في الأستانة جمعية صهيونية روسية سمت نفسها (بيلو) قالت في بياناتها: (يا إسرائيل ماذا ضعت منذ ألفي سنة، لقد نمت نوماً عميقاً وحلمت برؤيا الاندماج الفارغة. إن مستقبلك في الغرب لا أمل فيه ولا رجاء - هناك مستقبلك في الشرق حيث يلمع نجمك في السماء. .)
وكان الدكتور بانسكو الروسي اليهودي من دعاة الاندماج، ولكنه غير رأيه بعد اغتيال اسكندر الثالث وعودة الاضطهاد، ورجع ينادي بالدولة اليهودية، ولكنه حذر قومه من الاتجاه شطر الأرض المقدسة. ومن أقواله:(لقد قاسينا من الويلات على هذه الأرض المقدسة ما فيه الكفاية. ولنا فيها من الذكريات الأليمة ما يصرفنا عن التفكير في سكناها والتعرض لأخطار الطرد منها كما حدث في الماضي.)
وقام في نفس الوقت البارون هيرش الألماني يدعو إلى الدولة اليهودية ولكن في بلاد الأرجنتين تحت شعار العودة إلى الزراعة، لكن هذه الفكرة ماتت بمعارضة المتطرفين ومات مشروع البارون.
ثم ظهر على المسرح مويبزهس الألماني. كان هذا شديد الإعجاب بالثورة الفرنسية فدعا إلى اتحاد فرنسي يهودي للسيطرة على الشرق الأدنى وطريق الهند ومحاربة الإنجليز، لكن قضية دريفوس الشهيرة جعلته يغير رأيه.
وفي هذه البلبلة ظهر هرنشل، وهو يهودي نمساوي. كان صحفياً ومؤلفاً مسرحياً. أصدر عام ١٨٩١ كراساً عنوانه الدولة اليهودية) أحدث ضجة كبرى.
جرب هرنشل أن يوحد المذهبين المسيحي واليهودي عن طريق تنصير اليهود ووضع حد لمسلكهم الشاذ في المجتمع البشري ولكن أصدقاءه صرفوه عن هذا الرأي لاستحالة قبول اليهودية.
وإزاء هذا الفشل خطرت له فكرة تأليف شركة يهودية للاستعمار في أرضيستطيع أن يمتلكها اليهود وأن ننظم إليها الهجرة تنظيماً كثيفاً. ومن المحقق أن أرض الميعاد لم تخطر لهرتسل على بال. لكن المتطرفين قلبوا فكرته وحملوه على تقديم مشروع على أساس الهجرة إلى فلسطين. فحاول الحصول على فلسطين من السلطان عبد الحميد، لكنه باء