للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بعزائمهم وقوتهم وثباتهم، ثم أسمع منذ مدة أن بعض الكتب تعرض إلى تحقيق تاريخي يخلط فيه بين السيدة نفيسة صاحبة المقام العالي، والسيدة نفيسة الألفية التي عاشت في عهد الحملة الفرنسية. أما السيدة نفيسة الأولى المعروفة النسب الثابتة الأصول فكان أبوها الحسن بن زيد، وأمهاأم ولد. وأخوتها ومحمد القاسم وعلي إبراهيم وزيد وعبد الله ويحيى وإسماعيل واسحق وأم كلثوم، وزوجها اسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فهي شريفة حسينية وزوجها شريف حسيني.

وكان لهما ولدان: القاسم وأم كلثوم لم يعقبا ولكن لزوجها إسحاق عقب من غيرها. ذكر المقريزي أن لزوجها عقباً من غيرها عرف في زمانه بمصر بنو الرقى، وبحلب بنو زهرة.

وقد دخلت السيدة نفيسة الديار المصرية مع زوجها المؤتمن، فأقامت بها وكانت ذات مال وجاه، فأخذت تواسي الناس وتشملهم ببرها وخيرها وكانت عابدة زاهدة. ذكر المؤرخون كيف استقبلت عند مقدمها وأكثروا من الكلام على مآثرها وكرامتها وزهدها في الدنيا.

ولما توفاها الله سنة ٢٠٨ هجرية عزم زوجها أن يدفنها بالمدينة فتقدم أهل مصر وسألوه أن يدفنها عندهم فدفنت بالدار التي كانت تقيم فيها. ومن يومها أعتز أهل مصر بها وبمقامها بعد أن أضاءت أرض مصر في أيام حياتها بأنوار هدايتها وصلاحها.

وإليك بعض ما ذكره القدماء عن السيدة نفيسة ومنزلتها ومقامها ومشهدها.

يقول شمس الدين محمد الزيات بكتاب الكواكب السيارة في ترتيب الريارة بالقرافتين الكبرى والصغرى (هي السيدة الطاهرة العالية القدر الرئيسة ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام حسن السبط (وهناك إجماع على إنها ولدت بمكة ونشأت بالمدينة وكانت لها صحبة بكثير من النساء اللاتي عشن مع الصحابيات أو سمعن عنهن وتلقين العلم عن طريقهن. وكانت السيدة نفيسة ممن قد أشبع قلبها بالعبادة فكانت لا تفارق حرم النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل إنها حجت ثلاثين حجة أكثرها ماشية على أقدامها من المدينة إلى مكة. فكانت إذا دخلت البيت العتيق تعلقت بأستار الكعبة وأخذت تبكي بكاء شديداً وتقول (الهي متعني برضاك عني، فلا تسبب لي سبباً به عنك تحجبني) وقالت

<<  <  ج:
ص:  >  >>