للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

زينب بنت يحيى المتوج (خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار. كانت عمتي تحفظ القرآن وتفسيره).

ولا شك في أن الأثر الذي تركته السيدة نفيسة من يوم دخلت مصر إلى أن دفنت فيها كان بالغاً وأن أهل مصر تعلقوا منذ القدم بها وبآل البيت ولذلك أحلوا مقامها المقام الذي يتفق مع قدسية هذا البيت وعظمته في تاريخ الإسلام وأصبحت البقعة التي دفنت فيها بقعة يحيطها الناس بمظاهر الاحترام؛ فهي بقعة تحوي مشهد السيدة نفيسة بنت الحسن، والسيدة نفيسة بنت زيد، وتحي مشاهد الخلفاء العباسيين والسادة المالكية وكثيرين غيرهم مما ذكرهم السخاوي في كتابه صفحة ١٢٥ وما جاء في خطط المقريزي جزء ٤٠. . وذكر ابن جبير الرحالة الأندلسي صفحة ١٥ قال:

(بتنا بالجبانة المعروفة بالقرافة وهي إحدى عجائب الدنيا لما تحتوي عليه من مشاهد أهل البيت رضوان الله عليهم والصحابة التابعين والعلماء والزهاد الأولياء والأولياء ذات الكرامات الشهيرة والأنباء الغريبة. ومشاهد أهل البيت أربع عشر من الرجال وخمس من النساء) انتهى كلام ابن جبير.

وذكر ابن بطوطة في رحلته صفحة ٢١ ما يأتي:

(ومن المزارات الشريفة المشهد المقدس العظيم الشأن حيث رأس الحسين بن علي عليها السلام، وتربة السيدة نفيسة بنت الحسن وكانت مجابة الدعوة مجتهدة في العبادة وهذه التربة مشرقة الضياء عليها رباط منثور) انتهى كلام ابن بطوطة.

وذكر ابن دقماق صفحة ١٢٠ جزء ٤ (أن العمارة كانت متصلة في زمانه بين هذا الجامع والفسطاط والقاهرة، وحدد أماكن العمارة فقال: كانت إلى حدرة ابن قميحة والى الصليبة والى سوق الجمال بالرميلة والى القبة التي سماها بالصفراء) وقال (إن الجامع أو المسجد الذي أنشئ بالمشهد النفيسي - هو الذي لا تزال قبته فوق الضريح قائمة - أنشأه السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالي محمد بن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون الصالحي وكان ذلك سنة ٧١٤ وتولى الخطابة فيه القاضي علاء الدين أبو عبد الله محمد بن القاضي زين الدين نصر الله شاهد الخزانة السلطانية. وأول خطبة خطبها فيه كانت في يوم الجمعة ٨ صفر سنة ٧١٤ وحضر الجمعة بالمسجد الخليفة العباسي أمير المؤمنين

<<  <  ج:
ص:  >  >>