المصرية، أو التي يظن إنها أسباب. وتجمع الكلام في هذه النقطة عند الرحلة التي قامت بها الفرقة أخيراً في بلاد المغرب، فذكر أن يوسف وهبي خطب في تونس فخلع مصريته وانتسب إلى تونس، وأنه تدخل في الأسماء التي منحت أوسمة تونسية، فغير فيها وبدل حتى طلب أوسمة لبعض المتعهدين من اليهود وأهمل بعض ممثلي الفرقة، وأنه تعمد إطالة الرحلة ليكسب من رواياته التي ينال فيها ٢٥ % من مجموع الدخل ومن بدل السفر الذي يمنح له خمسة جنيهات في اليوم الواحد، وانه أرسلت إليه برقية من مصر للعودة فتباطأ. . . الخ
وقد يكون ذلك الذي ذكر أو غيره، أموراً مباشرة أستند إليها لإبعاد يوسف وهبي عن الفرقة المصرية، ولكن السبب الحقيقي أعمق من كل ذلك وأبعد، فليس ذلك المسلك وليست تلك التصرفات جديدة من الأستاذ يوسف وهبي بك، فإن كان قد قام برحلة شهور إلى شمال أفريقية، فقد قام من قبل برحلة أطول منها في مصر. . . صنع فيها ما صنع في الرحلة المغربية بل أكثر! إذ استغرقت الرحلة المصرية عامين قدم فيهما رواياته القديمة، وهي نفس الروايات التي أخذها معه إلى بلاد المغرب، وهي أيضاًنفس الروايات التي يختص فيها بخمسة وعشرين في المائة من دخل (شباك التذاكر) ودأب في الرحلة المصرية كما فعل في الرحلة المغربية على إبراز نفسه واختصاصها بأكبر نصيب من الإعلان والدعاية إلى جانب النصيب المادي الأكبر الذي يستولي عليه من مرتبه الكبير وربع الدخل العام، وطغى في كل ذلك على زملائه من ممثلي الفرقة وممثلاتها، وفيهم أعلام ونبغاء في فن التمثيل، وهم جميعاً مغبونون في أرزاقهم لا يتقاضون من الفرقة ما يقوم بحاجتهم ويحفظ كرامتهم، بل طغى الأستاذ يوسف وهبي بك على الفرقة كهيئة معنوية فجعل نفسه الفرقة ومديرها العام!
وكان يمكن التغاضي عن ذلك لو أن يوسف وهبي قدم عملاً فنياً يضاف إلى الإنتاج المسرحي ويعمل على أحياء فن التمثيل وتقدمه، ولكن الذي حدث أنه جعل يكرر المجهود الذي قام به منذ ثلاثين سنة على مسرح رمسيس، ذلك المجهود الذي يقوم على تملق جماهير العامة بإثارة العواطف على طريقة وعظية أو (مأتميه) بعيدة عن هدف الفن الخالص، وأقل ما فيها من مجافاة الفن البعد عن الصدق، فكلنا يعرف النغمة التي ظل