ولقد وصف تيمور بك المؤلف بأنه كان (رفيقاً بالكثير من شخصياته، لا يدعها سادرة تشرب كأسها حتى الثمالة، وإنما تدركه بها رحمة فيوقظ ضميرها. ويردها إلى صوابها، حتى يسدل عليها الستار وقد رضى عنها المجتمع الموقر، وأنست بها مراسم الأخلاق!)
ويا ليت الأستاذ نقولا فعل هذا في كل أقاصيصه، إذن لأرضى المثل العالي الذي يستهدفه، بيد أننا نستميحه عذراً إذا زعمنا أنه أطلق لقلمه العنان في بعض الصور التي نشرها على الناس، فإنزلق انزلاقاً يسيراً كما في قصة (الغارة الجوية). ولكن مؤلفنا رجل حصيف رزين، فلا يكاد قارئه يأخذه البهر، ويحتقن وجهه خوفاً على (البطل) حتى يردء إلى سواء السبيل، ويأخذ بيده من هوة كاد يتردى فيها، فإذا هو في طريق الأمان.
وإذ غضضنا الطرف عن هفوات يسيرة في (دنيا الناس) كان لنا أن نقول مع تيمور بك (مصرية هذه الأقاصيص بموضوعاتها مصرية بشخصياتها، مصرية بما تناولت من التعبير عن أهواء النفوس، وما أبانت عنه من مزاولة تجارب الحياة. . . ولكن المصرية في هذه الأقاصيص تتمثل على أر في ما تكون في تلك الروح المرحة النقادة التي تبرأ من التكلف والتعقيد، وفي ذلك الحديث الفكه الذي يحسنه ظرفاء المصريين في مجالس السمر، يبتغون المؤانسة والإمتاع).
منصور جاب الله
هذا هو الإسلام
تأليف الأستاذ محمد عبد القادر العماوي
للأستاذ عبد المتعال الصعيدي
الكاتب الأديب الأستاذ محمد عبد القادر العماوي من شبابنا المثقف ثقافة ممتازة. وقد اتجه في كتابه هذا اتجاهات جديدة فبعد أن قدم لنا كتابه (أيامي وفلسفة الحياة). (ومحاكمة الزمن أو طه حسين (وهل أفلست حضارة أوربا) وكتاب سادس آخر هو (مع عقلاء الإنس ومجانين الجن) بعد كل هذه الكتب التي اعتزت بها المكتبة العربية أخرج لنا هذا الكتاب بعد غيبة طويلة وأتى فيه بنظريات دينية جديدة. فاستعرض أولاً الثورات الفكرية ولماذا كانت توجه ضد الدين، ثم حمل رجال الدين المسئولية في ذلك فقال (إن الذي يتحمل