الأرض وتاريخ الإنسان الذي سكنها، وقد وضع لهذه المجموعة اسم وهي تبدأ بعصر البلستوسين وتنتهي حينما تراجع الخط الجليدي إلى الدائرة القطبية.
أما الحلقة الثانية فقد بدأت (على قول العلماء) بعد ذلك بنحو عشرة أو اثني عشر ألف سنة، وفي إبانها أخذت الإنسانية تظهر بمظهرها الحديث، ويبدأ الإنسان بإعداد نفسه بصقل مواهبه وقواه الفكرية، ليغزو العالم ويسيطر على عرشه الذي قد أعده الله له.
أما عصر البليوسين وهو الذي يقع في الجانب الآخر من هذا الفاصل فهو الرابع والأخير لمجموعة تكون إحدى حلقات السلسلة التي تكلمنا عنها، وهذه المجموعة هي التي أطلق عليها العلماء اسم
وأما الحلقة الثالثة وهي عصر الميوسين فإنها تشمل مدة أطول من مدة عصر البليوسين. ولما كانت الطبقات التي تدل عليه وتحمل آثاره يبلغ سمكها ٩٠٠٠ قدم، بينما طبقات البليوسين لم تتجاوز ٥٠٠٠ قدم، وإذا كنا قد قدرنا عمراً لعصر البليوسين مقداره ٢٥٠ ألف سنة بالنسبة إلى سمك طبقاته، فإننا لا نغالي إذا قدرنا لهذا العصر من العمر ٤٥٠ ألف سنة.
وأما ثاني حلقات عصر الـ وهو الأوليجوسين فإنها تغمر عصراً أطول من سابقتها، وقد بلغ سمك طبقاتها ١٢ ألف قدم، ولذلك فإنه لا يسعنا أن نقدر لها عمراً أقل من ٦٠٠ ألف سنة.
نصل بعد ذلك إلى أولى وأقدم حلقات هذا العصر وهي الأيوسين ونقدر لها عمراً ٦٠٠ ألف سنة أخرى وذلك بالنسبة إلى سمك طبقاتها التي تساوي أو تقارب سمك الحلقة السابقة.
هذه هي الحلقات التي يتكون منها العصر المسمى وهي في الدرجة الأولى من الأهمية في تطور الإنسان. إذ إنها تشمل فجر نشوء الحيوانات آكلة الخضروات، وهي التي ترضع صغارها، وهي كلها من ذوات الرحم عدا أنواع قلائل يمكن استثناؤها. وفي فجر هذا العصر بدأت ذوات الثدي في تغيير شكلها وتكوينها تغيراً كبيراً، وتغلبت في تنازعها البقاء والصلاحية على باقي الحيوانات الزاحفة القديمة.
ولما كان الإنسان من ذوات الثدي، فإن من العبث أن ننتقل إلى عصر آخر أقدم من هذا لنبحث عن نشأة الإنسان، لأن العصر الذي يلي ذلك لا يشمل إلا كل زاحف. ومن الشكل