للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عن كل ما تقوم به من جرائم. قال في الغالية: واعلموا أن للصيام آداباً كثيرة فمنها أكل الحلال والإفطار على الحلال ومنها كف الأذى عن الناس ومنها عدم سماع اللهو والغناء المحرم وعدم سماع القصص المحرمة في الأماكن المذمومة وترك الكذب والغيبة والنميمة وغض النظر عن المحرمات وقد قال النبي (ص) من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ونقل الشيخ نعمان الآلوسي في (غالية الواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ) والشيخ شهاب الدين أحمد الأبشهي في (المستطرف في كل مستظرف) أنه قيل الصوم عموم وخصوص وخصوص الخصوص: فصوم العموم هو كف البطن والفرج وسائر الجوارح عن قصد الشهوة وصوم الخصوص هو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام وصوم خصوص الخصوص هو صوم القلب عن الهمم الدنية وكفه عما سوى الله بالكلية.

وجاء في تفسير الآية الكريمة من سورة البقرة (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر. وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) قال الأردبيلي في (زيدة البيان) يعني أوجب الله وكتب أيها المؤمنون الصوم عليكم مثل كتابته على الذين من قبلكم، فما مصدرية ولعل التشبيه في أصل الصوم أو العدد والوقت أيضاً لكن غير كما في التفاسير - لحصول التقوى لكم به عن سائر المعاصي فإن الصوم يكسر الشهوة كما في الحديث من لم يطق الباه فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء: قال الطريحي في مجمع البحرين الوجاء بالكسر ممدود هو رض عروق البيضتين حتى تنفضخ فيكون شبيهاً بالخصاء وقيل هو رض الخصيتين شبه الصوم به لأنه يكسر الشهوة كالوجاء، والفضخ هو كسر الشيء الأجوف: روى ما تقدم في الكشاف للزمخشري وفي تفسير البيضاوي وقال الأردبيلي وأن في الصوم التغلب على القوة الغضبية وما يتبعها من الشرور إذ يحصل للنفس انكسار وعدم الميل وفقدان القوة والعزوف عما يضر ووجه ذكر وجوب الصوم على الأمم السابقة

<<  <  ج:
ص:  >  >>