وسمع (جيوماتيو) بذلك فذهب إلى السيد (أمبرجو) وطلب رؤيتها فلما أدخل على المريضة أخذ يتمتم بتعاويذ غير مفهومة وبقوم ببعض الصلوات ثم أقترب من أذن المريضة وهمس فيه قائلا (روديريجو) أما زلت عند وعدك؟ فرد عليه صوت خشن قائلا: إني مغتبط بحضورك وأنا خارج الساعة. فلم تمض لحظة قصيرة حتى انتفضت المريضة وعاد إليها عقلها وصحتها وكأنه لم يكن بها شيء. ولما سئل (جيوماتيو) عن الأجر الذي يريده طلب ٥٠٠ جنيه. فأخذها وخرج مشكوراً من الفتاة وأهلها جميعاً. وفي الخارج التقى (برودريجو) فقال له هذا لقد تواضعت في طلب الأجر وهذا لا يغنيك ولا ينفعك، لهذا سأحل في جسم بنت الملك (كارلو) ملك نابلي وعندما تذهب لمداواتها، أطلب مبلغاً كبيراً يكفل لك الغنى مادمت على وجه الأرض وتصبح غير محتاج لأحد، على أنك لا تتدخل بعد ذلك في أعمالي، فرضي بذلك (جيوماتيو)
لم يمض وقت طويل على شفاء كريمة السيد (أمبرجيو) حتى أصبح أسم (جيوماتيو) يتردد في كل مكان من فلورنسا وما يحيط بها من القرى بل امتدت شهرة مقدرته على شفاء المرضى بهذا النوع إلى جميع أنحاء إيطاليا.
وبينما الناس يلهجون بذكر (جيومانيو) ويتناقلون أخباره اعترى ابنة الملك (كارلو) مرض من النوع الذي أصاب ابنة السيد (أمبرجيو) فطلب الملك الأطباء ورجال الدين وغيرهم فباءوا جميعاً بالفشل، فبعث الملك في طلب (جيوماتيو) فذهب إلى نابلي فلما دخل على المريضة وتممتم بضع كلمات سرعان ما شفيت من مرضها بمقدرة تشبه المعجزات، ففرح الملك وأهل الملكة جميعاً وأكرموا (جيوماتيو) وأغدقوا عليه المنح والعطايا حتى خرج من المدنية راضيا بما أصاب من مال كثير. وفي خارج المدنية التقى و (رودريجو) فقال له الأخير، لقد رددت جميلك مضاعفاً، وأنا الآن لست مدينا لك فإياك والتعرض لي بعد ذلك فإني سوف أنتقم من بنات حواء، في المدة الباقية لي على الأرض، فوافق (جيوماتيو) على ذلك وعاد إلى بلده فرحاً مغتبطا.
وبدأ (رودريجو) انتقامه، فحل في جسم صاحبة السمو الملكي ابنة الملك لدويج الثاني ملك فرنسا، فظهرت عليها الأعراض التي ظهرت على ابنة ملك نابلي، وكان أسم (جيوماتيو) قد وصل إلى فرنسا، فأرسل جلالة ملك فرنسا إلى جيوماتيو يرجو منه الحضور لمعالجة