أن كلا منهما من عظماء الرجال الذين مروا بمصر في تاريخها الطويل الحافل؟ ولكن أبن أبي حجلة لقي علاقة بينهما أخرى. . وهو العدد سبعة، فإنه ذو صلة بالرجلين وثيقة. . .
فالحاكم بأمر الله، لبس الصوف سبع سنين، وأوقد الشمع ليلا ونهارا سبع سنين، ومنع النساء من الخروج إلى الطرقات ليلا ونهاراً، سبع سنين وسبعة اشهر. وكان يقرا نسبه على المنبر كل سبعة أيام، وانه قتل وهو يلبس سبع جباة مزررة علية. . .
أما يوسف عليه السلام، فقد رأى الرؤيا وهو ابن سبع سنين، وعاش في بيت الذي اشتراه من مصر سبع سنين، ولبث في السجن سبع سنين. وقد رأى ملك مصر في أيام رؤياه المشهورة وفيها سبع بقرات، وسبع سنابل. ثم جاءت من بعدها سبع سنين زرعت دأبا، واختزنت غلتها بإشارة يوسف. ثم جاءت من بعدها سبع سنين عجاف المجدبة وهكذا. . .
وبهذه المناسبة نذكر أن أبي حجلة، انتهز فرصة حديثه عن يوسف الصديق، وعرض لتفسير سورة يوسف، فشرحها برمتها تقريبا، وفسر الكثير من غامض آيها، على وجوهها العدة، معتمدا آنا على أقوال المعشرين، وأنا على نفسه ورايه، مستطردا في سباق ذلك إلى أقوال طريقة وآراء جديرة بالنظر وهكذا استطاع ابن أبي حجلة أن يتخذ من العدد سبعة تكأة قوية يستند إليها في عرض جملة نافعة من فوائد جعبته، ولا سيما ما كان منها في الأدب والتاريخ. والحق أن كتابه معرض حافل لجملة من صفحات مصر التاريخية، قديمها ومعاصرها. وكثير من هذه المعاصرة، كان هو أول من لاحظه بثاقب بصره ودقيق استقرائه.
ومن ذلك - مثلا - ما لا حظه عن الملك الناصر حسن، سلطان عصره. فقد قال أنه وافق أباه الملك الناصر محمد بن قلاوون في سبعة أمور، هي: اللقب، وترك السلطنة، والعودة إليها، والجلوس على العرش في المرة الأولى يوم ١٤ في الشهر، والجلوس في المرة الثانية يوم٢ شوال، وانه وزر له متعمم ورب سيف وانه حكم مدة بغير وزير أو نائب سلطنة.
هذا ويحسن بنا أن ننوه في إيجاز، بمشملات الكتاب فقد رتبه على مقدمة وسبعة أبواب ونتيجة، وان تنقسم النتيجة أيضاً إلى سبعة أبواب أخرى.
وفي المقدمة: اجمل ذكر عدة حوادث مما وقع بالديار المصرية من متسمات العدد سبعة.