للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على (أوراد ووراد)؛ وتجريده جواب الشرط من الرابطة. . واستعماله (شلة) لكبة المغزل وذلك في الأبيات الثلاثة الآتية:

١ - يحمل التاج والكفن=للفراشات والورود

٢ - إن طوى القبر أضلعي=ادفنوا غلتي معي إلخ

٣ - هبه من غزل شلة=لفه العث، حبل نير

وتخلو القصيدة من الشعر ويتجهم لها البيان حين يستعمل الشاعر ألفاظا مستعارة من لغة التجارة والسياسة والبرقيات في قوله:

أوفدتني إلى الأنام ... جنة السحر عبقر

في مهماتها الجسام ... يالشئ يحير!

وبعد فالقصيدة هذيان محموم لكثرة ما تطفح به من وعول الجان ونعاج الدخان وخيول الغيوم. . وهي على تفاهتها مسروقة من قصيدة عنوانها (غيوم) لشاعر فرنسي فاتني اسمه كان يتحدث عن طفل أستلقي على ظهره في يوم غائم، فبصر بالسماء وقد أقبلت عليه غيومها بما يشبه الحملان تارة وبما يشبه الوحوش الكاسرة تارة أخرى؛ ثم بصر بثوب جدته الفضفاض وقبعتها المترهلة فاغمض جفنية واستسلم إلى الرقاد.

لا يا أيها الشاعر! إن الشعر لفظ ومعنى، ولن يستقيم إلا إذا ظفرت باللفظة الصافية والمعنى الواضح والمبنى حريص على التجديد في الأفكار ولكنه لا يغتفر لأحد أن يجدد في الأساليب، لأنها وحدها التي لغة من لغة وبياناً من بيان، وما عظمه الشاعر (شوقي) إلا لأنه نظم طريف الفكر في توالد اللفظ

٣ - أما قصيدة الأستاذ أنور العطار فقد أرضتني كل الرضا وتحمست لها كل الحماسة، برغم أن عمريه الهوى في الشعر ذلك أنى أميل إلى شعر أبي ريشة أضعاف ميلي إلى شعر أنور العطار هذا ذوقي ولا جدال في الأذواق.

أرضتني بقوة شاعريتها وخصب خيالها وجودة سبكها وحسن ديباجتها، وشعرت كأنني أقرا شعرا من الجنة، أو كان روح شوقي ترقرقت على هذه القصيدة. . . والحق أنه ما من شاعر استطاع أن يترسم خطى شوقي وان يجيد صورة واناقة بيانه وصفاء ألفاظ وعذوبة جرسها وموسيقاها كما استطاع أنور العطار، وحسبي دليلا على ذلك هذه القصيدة الشاعر

<<  <  ج:
ص:  >  >>