للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لن يغتفر لشعرائنا المحدثين أن يخرجوا على طريقة التعبير عند الشعراء الجاهليين أو من يماثلهم من الشعراء الأمويين. ولا باس من أن يعبر أبو ماضي مثلا على طريقة جرير:

وابن اللبون إذا ما لز في قعس ... لم يستطيع صولة البزل القناعيس!!

بقي أن تطبقي هذا الرأي الجديد في نقد الشعر على النثر العربي الحديث. . . وإياك أن تغفري لصاحب هذا القلم أنه يكتب بأسلوب غير أسلوب القاضي الفاضل!!

ونعود إلى مآخذك اللغوية والنحوية لأنها تحتاج إلى تصحيح. . لقد أخذت على يوسف حداد جمعة لكلمة ورد على ورود، وصحتها أن تجمع على وراد وأوراد. أن هذا الجمع الذي أتيت به يا آنسة هو جمع الورد من الخيل: وهو ما بين الكميت والأشقر أن الأحمر الضارب إلى الصفرة، وليس جمعا للورد الذي أتى به الأستاذ الحداد قد ورد في بعض كتب اللغة وهو صحيح لا غبار عليه. . . وأخذت عليه أيضاً تجريده جواب الشرط من الفاء الرابطة في قوله:

إن طوى القبر أضلعي ... ادفنوا غلتي معي

أظن أن هذا ليس خطأ إذا التمسنا للشاعر جواز التقديم والتأخير جواز تقدير لفعل الشرط وجوابه، كان يقال مثلا: (ادفنوا غلتي معي إن طوى قبري أضلعي) وكان يقال من باب الاستدلال: (اذهب إلى عمر وإن مررت بداره)!

وأخذت على شبلي الملاط أنه أدخل (ال) على (كل) والصحيح تجريدها. . . الصحيح يا آنستي أنها جائزة، وقد جاء في كتب اللغة أن (كل) لا تدخل عليها (ال) إلا إذا كانت عوضا عن المضاف إليه أو أريد لفظها كما يقال (الكل) لإحاطة الأفراد. وإذا رجعت إلى بيت شبلي الملاط الذي يقول فيه:

وتعصية وقتا لفظه مطمئنة ... ويعييه بعض البيت حينا أو الكل

إذا رجعت إلى هذا البيت لوجدت أن (ال) هنا قد جاءت عوضا عن المضاف إليه ولذلك أدخلت على (كل)، والتقدير هو أن نقول: وبعييه بعض البيت حينا أو كل البيت!. . أخذت عليه أيضاً هذا الخطأ النحوي في قوله (صلوا) بالضم في هذا البيت الآخر من قصيدته:

هلم إلى وادي الخلود وهيكل ... إلى وجهه عباد صانعه صلوا

لقد افترضت أن الفعل هنا قبل ماض وان على الشاعر أن يقول) صلوا بالفتح، فلم لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>