أدين بدين الحب أني توجهت ... ركائبه فالحب ديني وإيمان
وما أروع قول من قال في أخذ العدو باللين والسياسة بالعنف والجبروت:
إذا المرء أولاك الهوان فأوله ... هوانا وإن كانت قريبا أواصر
وإن أنت لم تقدر على أن تهينه ... فدعه إلى الوقت الذي أنت قادر
وسالم إذا ما لم تكن لك حيلة ... وأقدم إذا أيقنت أنك
على أننا لا نريد بالتربية الأدبية مجرد تلقين الآداب في ألوانها المختلفة وحفظها وتسميعها، ولكن نأمل العمل على توجيه المواطن منا نحو الفنون عامة من مهده إلى لحده. وعليه أن يتخير منها أقربها إلى ميوله ومشاربه؛ فإذا استطاب الأدب دفعناه إلى الإنشاء سواء في نظم القصيد أو ارتجال الخطب أو على الأقل إجادة التحدث إلى الناس، ومراعاة مقتضى الحال، والتزين البيان والبديع في كل ما يقول، وذلك أضعف الآداب.
ونأمل أيضاً العناية بالأدب المعاصر، وتوخي عناصر القدرة فيه، وجعل معظم الدروس الأدبية قائمة على ما يمس حياة العصر وحفز الناشئة على التحليل، ومحاولة الوصول إلى قواعد النقد وأصول الأدب. وذلك هو سبيل التبشير لا التنفير، في وقت سادت في المادية، وأغمضت العيون عن أفلاك الجمال، وجمدت العواطف عن الأدب الرخيص إن جاز أن يوصف بذلك أدب في الوجود.
وإذا أشمخر أصحاب الأبراج العاجية بأنوفهم قائلين (الأديب مطبوع لا مصنوع) فليس يعيب التربية الأدبية أن تعمل جاهدة على تربية الذوق وصقل الوجدان وتزكية العاطفة، وتنمية الملكة فضلا عن شغل الفراغ بما يبعث في النفوس كل شعور بالطموح، متى ساهم الفرد بقلمه ولسانه في أي أثر أدبي يستوجب التقدير والإكبار، وأياما كان فإنه سيظل مخلصا للأدب يتذوقه وينتجه
وما أشبه الإنسان بعربة يجرها جوادان أحدهما أسود والآخر أبيض فلا بد من حذوى ماهر يوفق بينهما، ذلك هو القلب الذي يستجيب للجمال في الموسيقى والغناء، والرواء الباهر، والانسجام الملهم، والتقاسيم الرائعة في بلد كل ما فيه يوحي بالأدب عامة، والشعر خاصة