لم تحور البردة عير هذه الموضوعات: الغزل والتشبيب بالأماكن الحجازية، ثم وصف لمناقب الرسول وذكر لكثير من العجائب والمعجزات، ثم الإشادة بكفاح الصحابة في سبيل الإسلام. ولا يستطيع عاقل أو نصف عاقل أن يدعي أن شعراً يقال في موضوع من هذه الموضوعات يجلب الغنى ويطرد الفقر ويذهب الضيق.
وأسم آخر أطلق على هذه القصيدة وهو (الكواكب الدرية في مدح خير البرية).
شروط قراءتها:
ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول هذه القصيدة بل شرعوا يضعون لقراءتها شروطاً لم توضع مثلها لقراءة القرآن. فمن هذه الشروط:
(١) التوضؤ (٢) استقبال القبلة (٣) الدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها (٤) أن يكون القارئ عالماً بمعانيها (٥) قراءتها بالنظم لأنها وردت منظومة لا منثورة (٦) حفظها (٧) كون القارئ مأذونا بقراءتها من أهلها (٨) قراءتها مع الصلاة على النبي عليه السلام. ويلزم أن تكون الصلاة بتلك التي صلى بها البوصيري وهي:
مولاي صلي وسلم دائما أبداً ... على حبيبك خير الرسل كلهم
لا بغيرها وإلا فلا تكون مؤثرة.
وقال قوم آخرون أن من شروط قراءتها أن يصلي من أراد ذلك ركعتين بنية قضاء الحاجة لوجه الله تعالى. وأن يقرأ بعد الصلاة ثلاث مرات بأسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. وثلاث مرات خير لنا وشر لأعدائنا. رب يسر ولا تعسر. رب تمم بالخير آمين رب العالمين. وثلاث مرات يا فتاح. وما النصر إلا من عند الله ثلاث مرات. الله أكبر، ألله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر ولله الحمد. وأن يقرأ الآية الكريمة مرة واحدة مع البسملة الشريفة وهي قوله تعالى: فلقد جاءكم إلى آخر الآية وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصلاة أعني بها اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك، ومداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكر الغافلون.
ولا شك في أن هذا يدل على انحطاط في مستوى التفكير وضعف لا مثيل له في العقول. ووجه العجب في هذا أن المسلمين على اختلاف مذاهبهم وفرقهم قد آمنوا بهذه الخرافات