- إنه ستار صفيق، وحجاب ثقيل. أن المجرم ليتوارى في جنح الظلام فلا تدركه الأبصار؛ وإن ذا الوجهين لرابحة تجارته إذا عسكر الليل البهيم.
- بيد أن الحقائق لا تخفى طويلاً.
- لأن النور هو الذي يزيل خفاءها، ولو بقيت في الظلام أظل الناس جهلاء لا ينعمون بحقيقة، بلهاً لا يطلعون على سر.
- أرجو أيها البحر أن يكون في قلبك من الصراحة كفاء حبك لها وثنائك عليها.
- إن لي منها مقداراً عظيماً. الست تراني جارحاً والصراحة جارحة؟ أو لست تراني عاريا والصراحة عارية!
- أنت؟ أنت أيها الملك عار؟ وأين أبهة الملك وزينة السلطان؟ أأنت أيها الجالس على عرشك عار وإن الخدم بين يديك يلبسونك ما تشاء، وينتقون لك من الأزياء والألوان ما تريد، فهي تارة زرق صافية بلون السماء في اليوم الصائف، وهي تارة عكرة شواحب كلون السحاب حين يهدودر المطر، وهي أحياناً بيض نواصع من اثر الجليد في صنابر الشتاء؟. . .
- ها ها. . . أهذه أزياء وألوان، في نظرك أيها الإنسان؟ إنني - بالرغم منها جميعاً - عار لا يسترني لباس. إنها تعلن صراحتي وتفضح ما بنفسي، فكلما بدت مياهي زرقاً صافيات كنت ناعم البال رخي القلب، وكلما بدت عكرة شواحب كنت شتيت الخواطر قلق النفس، وكلما بدت بيضاً نواصع كنت جامد المشاعر خامد الإحساس. وما أستطيع - وفي حالة من هذه الحالات - أن أكتم تأثري وانفعالي، وتلك - لعمري - مزايا الصريح.
- ما أبرعك في الدفاع عن نفسك! ولكن. . . قل لي أيها الملك العاشق الشاعر الخطيب: متى ترضى ومتى تغضب؟