السادة، في مصر قبتان، الجامعة والبرلمان، ولعمري لئن ماتت الحرية في إحداهما أو كلتيهما فعلى الحرية وعلى مصر السلام)
ويرأس اللواء صالح حرب مناظرة بجمعية الشبان المسلمين موضوعها (نحن أحوج إلى القوة المعنوية منا إلى القوة المادية، يتولى التأييد طلبة الجامعة المصرية، ويتولى المعارضة طلبة الجامعة الأزهرية، عن كل كلية في الجامعتين طالب يمثلها.
وتخصص يوماً للشيخ محمد عبده يتولى برنامجه الدكتور عثمان أمين فنزور معه بيت الإمام بعين الشمس، وقد أهداه إليه مستر بلنت صاحب كتاب (سر الاحتلال الإنجليزي في مصر)، وفي هذا اليوم الراحل، تنكشف لنا مفاخر الإمام في الوطنية والفلسفة والإصلاح، وبذلك نتعلم في الرحلات كما ندرس بالقاعات، فنعيد ذكرى ارسطو والمشائين.
وإذا كان العقل نعمة الله على عباده، فليكن من موجبات شكر النعمة أن نتفهم المعنى الدقيق لقول الشاعر (وبضدها تتميز الأشياء) ولنذهب إذن في صحبة أستاذ علم النفس الدكتور الأديب والطبيب الفيلسوف مصطفى زيور إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، يعرض علينا ألوان المجانين، فنتعلم منهم ما لا نتعلم من العقلاء، وهنا فقط تكذب النظرية القائلة (فاقد الشيء لا يعطيه) ونحن حيارى إزاء هذا العقل: مفقود هو أم موجود؟ ولله في خلقه شئون.
ونمضي سراعاً إلى زكي مبارك يحاضر بجمعية الشبان المسيحيين في موضوع (تشريح آراء الدكتور طه حسين)، ويدعي أنه يكشف النقاب عن سر عظمة طه، التي مرجعها أساطير شاعت بين الناس كتلك القصيدة التي قالها طه في هجاء شيوخ الأزهر الذي أسقطوه في امتحان العالمية، والتي عنوانها (ساعة في الضحى بين العمائم واللحى.) هذا ونحن نجتمع في كل أسبوع إلى جميع أساتذة الجامعة على صفحات (الرسالة) الغراء وأختها (الثقافة) الزهراء، وفيهما للروح والقلب ما لذ وطاب.
وفي آخر العام الجامعي، نقيم الليلة الكبرى لمهرجان الشعر، فكأن عكاظ يبعث من جديد، في أرض الفراعنة، ويلقى فيه الأساتذة والطلبة من جميع الكليات، ما قرضوه من أشعار ولا يفوتنا أن نفاجئ الأوساط الأدبية بقصائد من نظم طه حسين ومصطفى عبد الرازق، ومحمد عوض محمد، ومحمد خلف الله، وعبد الرحمن بدوي.