وتنظم جماعة الجرامافون بكلية الآداب سلسلة من المحاضرات في الثقافة الموسيقية يلقيها الدكتور محمد شرف يشفعها بنماذج من الغناء والموسيقى من الشرق والغرب، قديماً وحديثاً، فيجد فيها هواة الفنون متعة طيبة، وما أروع ساعة الإنصات إلى تلك الألحان، إذ ترى مساء الجمعة فئة قليلة بالنادي، كأنهم في صمت المصلين، ونشوة المتصوفين، وكلهم أذن صاغية، ونفس واعية
ثم نهرع من الجيزة إلى كلية العلوم بالعباسية نستمع إلى مشرفه يحاضر في (نظرية إينشتين) أو يناظر طه حسين، فيقف مشرفة يناصر الآداب، بينما يدافع طه عن العلوم.
ونأخذ حديثاً صحافيا لمجلة (القبس) التي يحررها الطلبة من المارشال الدكتور محجوب ثابت، نقتحم عليه صومعته بالدقي، فإذا به يأخذ علينا خط الرجعة، فنرجع القهقرى دون الدفاع، ثم ندق الإسفين، حتى يخاطبنا عن ظهر دبابة من القافات، ويأخذ بتلابيبي، ويسألني: من أي سلاح أنت؟ فأجيبه غير هياب ولا وجل: سلاح الفلسفة والآداب؛ يا أفندم.
وفي الصباح الباكر، نمتشق الحسام، ونتنكب البندقية، ونحتضن المدفع، نتدرب على الأعمال العسكرية لنكون ضباطنا احتياطيين في جيش الوادي، ونخرج إلى الميادين تتقدمنا الموسيقى والشعب على الجانبين يحيي ويهتف ويصفق، حتى إذا تخرجنا أشعلنا على العدو ناراً، وأزجيناها للعالمين نوراً وهدى.
وتحت إشراف أستاذنا الدكتور علي عبد الواحد وافي ندرس حالة قرية من قرى الجيزة لتطبيق النظريات الاجتماعية على الحياة المصرية، واتخاذ الوسائل الفعالة في الإصلاح، ولا نتخلف عن حضور البحوث الفنية التي تعرضها رابطة الإصلاح الاجتماعي برياسة العشماوي باشا في الجمعية الجغرافية الملكية.
ولإ يفوتنا أن نلبي دعوة الأستاذ مظهر سعيد والسيده حرمه نظلي هانم الحكيم لحضور الصالون الأدبي الأربعائي بدارهما القريبة من الجامعة، ويلتقي هناك قادة الفكر، وأهل الفن، ورجال الأدب والصحافة والسياسة، وأبطال الرياضة، وضباط الهند وأزواجهم، وخريجو جامعات أوربا وأمريكا، وطلبة وطالبات، وأساتذة إنجليز وفرنسيون، وبعد تناول الشاي، تدق السيدة نظلي الجرس الذي لا يفارق يمناها، ويبدأ الدكتور مظهر برنامج الصالون بدعوة الحاضرين للتحدث فيما يخصهم، في بساطة تامة، ويتخلل ذلك العاب