بريئة لاختبار الذكاء، وموسيقى وغناء، حتى يستوعب البرنامج بنوده جميعا في الوقت المحدد، فينصرف المتسامرون وقد نهلوا من مختلف الغذاء الروحي ثقافة منوعة الأطباق والطعوم والألوان.
والجامعة مع ذلك ساهرة على تزويد طلابها بكل نافع لهم في أوقات الفراغ، فتدعو بين الحين والحين أساطين العلم، وجهابذة الأدب، وقادة السياسة، ورواد الصحافة، وأهل الفن، ورجال الدين، ليحاضروا في القاعة الكبرى للاحتفالات بجامعة فؤاد فما كانت تخلو من صوت لطفي السيد وطه حسين والعقاد والمازني، وغالي ووالي ومي وبنت الشاطئ، وأحمد إبراهيم وحسن البنا، وفتحي رضوان وأحمد حسين، ومنصور فهمي وأنطون الجميل وتوفيق دياب.
ونحن الطلبة علينا أن نتخير، وليس لنا أن نتحيز، وعلينا أن نستفيد ونميز وننقد ونستوعب، وليس لنا أن نتعصب وننحاز
ولا تضن الجامعة بعد ذلك كله بالترفيه على الطلبة والشعب جميعاً، فتنتخب أشهر الأفلام وأنفعها، لتعرضها بثمن زهيد جداً فلا يجد الطالب مشقة في الترويح عن نفسه ولا يبعد عن الوسط الجامعي، ولا يفارق الحياة الشعبية، واللهو البريء.
ويستن أحمد أمين سنة جامعية حسنة في بدء كل عام، إذ يعرض للبحث موضوع:(الجامعة كما رأَيتها وكما يجب أن تكون) يتناوب الكلام فيه زملائنا الكبار، من أساتذتنا المتخرجين في الجامعات الخارجية، ولا يخلو الميدان من طالب أو طالبة ليكون المجال جامعاً غير مانع.
تلك هي الجامعة في إطارها الطبيعي، كما عاصرناها، في مدى أربع سنوات انقضت من العمر كلمح البصر، وتفتحت على ربها زهرة الشباب، وتسامت على يديها همم الشباب إلى صهوات المجد، وعرفات العزة، فكانت حصن الأخلاق، ودرع الحياة، ودعامة المجتمع، وهمزة الوصل بين الأستاذ والطالب، والمدرج والشارع، والمنصة والمسرح.
ولم تكن معيشتنا خارج الجامعة إلا جزءاً من صميم البرنامج الجامعي، فقد كانت حياة جمهور طلابها حياة الألفة على أو سع نطاق، وذلك على الرغم من أزمة المساكن التي صادفناها في الحي اللاتيني المصري (بين السرايات)، كان الطالب يزور زميله فلا يكاد