يخطر على بال القارئ العادي، فوجدت أن عتابي في غير محله، وأن علينا أن نقدر فعلا هذه المجلة وجهاد صاحبها في إصدارها!
إن كلمة كارنيك هذه مملوءة بالمغالطات؛ فليس صحيحا أن جميع أنصار المجلة تنشر لهم المقالات، وحسبك يا صديقي أن تطلع على أسماء الأنصار لتجد أن كثيراُ منهم لم يكتبوا يوما في (الأديب)، وقد أراني صاحب (الأديب) عدة رسائل يعتذر فيها عن نشر بعض المقالات التي يرسلها الأنصار، فيكون نصيبه من ذلك أن يقطع هؤلاء عنه اشتراكهم فلا يبالي! وقال لي الأستاذ ألبير أن ما ذكره كارنيك عن ذلك القارئ العراقي الذي شكره صاحب (الأديب) على إرسال الاشتراك إلخ. . . كذب وافتراء. . . ومثل ذلك قوله أن المجلة لا تنشر لكثير من أدباء العراق لأنهم لا يرفقون قيمة الاشتراك، فالحقيقة أنه ليست هناك مجلة عربية تفسح صدرها لكتاب العراق مثل (الأديب)! وقلة الذوق تبدو في كلمة هذا الكاتب العراقي بأبشع صورها حين يقول: (إن الرجل قد عزم على أن يهجر بلاده ومجلته ولا يأخذ معه إلا ما جمع من مال)!
أنا أعرف الناس بحالة هذا الرجل المادية وما يقاسيه من ضيق، وأعرف أنه قرر مراراً أن يغلق مجلته ولكن إلحاح الكثيرين من أصدقائه - وأنا منهم - كان يصرفه عن تحقيق هذا العزم، وهو لم يطلب اشتراك الأنصار إلا بناء على اقتراح هؤلاء الأصدقاء، وليس في هذا ما يضير على كل حال، وحرام أن تنقطع عن الصدور مجلة أدبية كالأديب يجد فيها جميع أدباء سوريا ولبنان والعراق وفلسطين والمهجر متنفساً لأفكارهم وعواطفهم. . . وليس صحيحاً أن المجلة تساوم وتربح، فإن ما يعود على صاحبها من مال لا يكفي أوده وأود أسرته؛ وليست (الأديب) على أي حال بأغنى من مجلة (المختار) التي اضطرت إلى الانقطاع عن الصدور بالرغم من أن رءوس أموال عظيمة ترفدها في أميركا!
بقيت هناك حقيقة يجب أن تذكر، وهي أن هذه الافتراءات التي كتبها كارنيك جورج مردها على مصلحة شخصية. . . فقد أرسل هذا الكاتب إلى (الأديب) عدة مقالات وقصص كانت تهمل. . وكأنه أراد أن (يرشو) صاحب (الأديب) لينشر له مقالاته فأعلمه أنه مرسل إليه مائتي نسخة هدية توزع على الأصحاب من مجموعة قصصية أصدرها بعنوان (دموع عذراء) على ما أذكر. . . وحين تلقى صاحب المجلة عشرين نسخة من هذا