الكتاب (وهو كتاب قصصي سخيف على ما تبين لي لأنه أرسل إلي) كتب له يشكره ويرجوه أن يقف إرسال الباقي حتى يتم توزيع هذه النسخ العشرين التي لم يجرؤ على أن يهديها للأدباء من أصحابه، لأنها ضعيفة جداً من الناحية القصصية. . . وكان من الطبيعي أن يغضب هذا الكاتب العراقي ويرسل إليك هذه الكلمة الحافلة بالاتهامات والافتراءات!
ولقد كنت أود يا أخي أنور ألا تنشر رسالة الكاتب العراقي قل أن تتحقق من صدق ما جاء فيها بنفسك، بالرغم من أن تعليقك كان معتدلاً نزولاً على حكم الذوق وواجب الزمالة. . . أقصد أنه كان من المفضل أن تقوم بالتحقيق قبل نشر الاتهام. ولك خالص التحية من أخيك
بيروت - لبنان
(. . .)
أشرت في الكلمة السابقة من (التعقيبات) إلى أن هذه الرسالة من أديب لبناني صديق. . . وإن ما بيني وبينه من أسباب الود وأواصر الصداقة وطول المصاحبة، ليدفعني إلى أن أثق بروايته حول ما ذكره عن مجلة (الأديب) اللبنانية، وما يلقاه صاحبها من سبيل إصدارها من عبء العيش وإرهاق الحياة!
وأشهد لقد كنت حريصاً على إظهار الحق سواء أكان هذا الحق في جانب الاتهام أم في جانب الدفاع. ولهذا نشرت كلمة الأديب العراقي الفاضل لأتيح له أن يقول ما يشاء، ثم عقبت عليها بكلمة أقتطف منها هذه الفقرات:(ولا نريد أن نصدق هذا الذي يقصه علينا الأديب الفاضل. لأنه لو صحت هذه الوقائع التي ينسبها إلى هذه المجلة، لترتب على ذلك أن يفقد القراء ثقتهم في رسالة الصحافة الأدبية. . . إننا نريد للصحافة الأدبية أن تسمو برسالتها فوق مستوى الظنون والشبهات، قلا يتهم المشرفون عليها بما ينقص من قدرهم وقدر الأدب وقدر الكرامة العقلية. نقول هذا ولا نريد أن نصدق هذا الذي بلغنا عن زميلة نحرص كل الحرص على أن يظل مشعلها مضيئاً بنور الفن ونور الإيمان. . . ونمسك القلم عن التعرض لاسم الزميلة وأسماء المشرفين عليها إلى حين؛ نمسك القلم حتى نطمئن إلى حقيقة هذا الاتهام من جهة، ويطمئن الذين تسمهم كلمات الأديب العراقي إلى أننا نحرص على مكانتهم من جهة أخرى)!