للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أعضاء وفد مصر، ولباقة المشرفين على إعداد المؤتمر ومرونتهم.

حول إنشاء مدارس مصرية في الباكستان:

نشرت (أخبار اليوم) في عددها الأخير، ما يلي: (أتهم محمد هلي علوبه باشا أمس الحكومة المصرية بأنها تركت يد الباكستان ممدودة في الهواء ولم تحقق طلبها الخاص بإنشاء مدارس مصرية في هذه الدولة التي يبلغ تعدادها ضعف عدد شعوب الجامعة العربية)

ونحن نعلم أن علوبة باشا كان قد اقترح على الحكومة المصرية حينما كان سفيراً في الباكستان - أن ننشئ مدارس مصرية هناك لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي. واستقال سعادته بعد ذلك من منصبه، ولكنه ظل يردد الدعوة إلى إنشاء تلك المدارس في خطبه بالحفلات التي يقيمها مكتب الصحافة والدعاية بسفارة الباكستان في القاهرة، وكانت آخر مناسبة لذلك الاحتفال الذي أقيم أخيراً لذكرى إنشاء دولة الباكستان.

وعلوبة باشا رجل طيب، وهو يصدر في ذلك عن عاطفة نشعر جميعاً بها نحو هذه الأمة الإسلامية، ولكن هذا الذي يقوله كلام غير عملي، فمصر الآن تواجه مشكلة تيسير التعليم وتعميمه، ووزير معارفها يتحايل على ميزانية الدولة تارة، وأخرى يشعر بضيق هذه الميزانية فيحث الأغنياء على إنشاء المدارس، والمصريون يترقبون آملين أن تتسع المدارس لأولادهم جميعاً، وفيهم متشائمون لصعوبة الأمر وكثرة الطلبات.

مع كل ذلك وفي هذه الظروف تطالب الحكومة المصرية بإنشاء مدارس مصرية بالخارج، في الباكستان أو غير الباكستان مع أن من يسمع ذلك الكلام الذي يلقيه علوبة باشا في الحفلات الباكستانية، يخيل إليه أن سعادته لا يعلم شيئاً من مسائل التعليم في مصر، ولعله يحسب أن الحكومة فرغت من تعليم المصريين جميعاً ولم يبق عليها إلا أن تنشر داعية تعليمية في قطر كبير العدد كالباكستان. . .

وإن استناد الحكومة الباكستانية أو سفارتها بالقاهرة إلى مثل تلك الدعوة، يدل على أنها غير جادة في هذا السبيل، لأن الطريق العملي هو أن تنشئ حكومة الباكستان تلك المدارس في بلادها وتستدعي للتدريس فيها مدرسين من مختلف البلاد العربية، لا أن تمد يدها في الهواء. . .

وقد كنت أتتبع أنباء تعليم اللغة العربية في الباكستان يأمل واستبشار، تلك الأنباء التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>