كانت تقول أن مدارس الباكستان أخذت في تعليم اللغة العربية، وإن الوزراء والكبراء أخذوا كذلك في تعلمها، وإن بعضهم تعلمها فعلا، وإن حاكم البنجاب أصبح يجيدها ويخطب بها. ولكن مر على ذلك ثلاث سنين ونحن لا نرى شيئاً من دلائل ذلك، فالسفير الباكستاني لا يزال يخطب في الجمهور المصري في القاهرة عاصمة العروبة باللغة الإنجليزية. . . فهل تمخضت الحركة كلها عن حاكم البنجاب. .؟
افتتاح المؤتمر الثقافي:
عقد المؤتمر الثقافي العربي جلسته الافتتاحية بكلية الآداب بجامعة فاروق الأول بالإسكندرية يوم الثلاثاء الماضي. وقد بدأ الاجتماع بكلمة الأمين العام لجامعة الدول العربي عبد الرحمن عزام باشا، وقد افتتح بها المؤتمر ورحب بالأعضاء ونوه بالغرض الذي أقبلوا من أجله وهو البحث والمناقشة في شؤون ثقافية قائلا بأن التعاوني الثقافي بين دول الجامعة هو أهم ما يربط بينها، وأشار إلى الجهود الثقافية التي قامت بها الإدارة الثقافية بالجامعة. وتحدث عن الأمة العربية باعتبارها أنها أمة موحدة الثقافة تجمع بينها العروبة والإسلام اللذان كان لهما الفضل في عدم نشوء قوميات منفصلة.
وقد ختم سعادة عزام باشا كلمته باقتراح انتخاب معالي الدكتور طه حسين بك رئيساً للمؤتمر، وأيد هذا الاقتراح رئيساً وفدي سوريا ولبنان. وقد قوبل ذلك بعاصفة قوية من التصفيق كانت إيذاناً بانتخاب معاليه رئيساً للمؤتمر. فنهض معاليه وألقى كلمة ضافية بدأها بقوله لأعضاء المؤتمر: لا أرحب بكم لأنكم في وطنكم، ولكني أنا في حاجة إلى أن أهدي إليكم أصدق الشكر على تفضلكم باختيار مصر موطناً لمؤتمركم الثاني، وقد أتحتم لنا بهذا الاختيار فرصة أن يلقى بعضنا بعضاً ويتحدث بعضناً إلى بعض في أحب الشؤون إلى النفس وهي الشؤون الثقافية. ثم قال: أما بعد فإنكم لم تأتوا إلى هنا لنتهادى التحيات ولم نجتمع لنثني على أنفسنا، وإنما لننظر فيما قدمنا من شؤون الثقافة والتعليم، وإنه لقليل، والكثير ما بقي، إنكم تزورون مصر في هذا الوقت الذي تقف فيه مصر من التعليم موقفاً دقيقاً ونحن نحتاج إلى أن نسمع منكم كما أنكم في حاجة إلى أن تسمعوا منا، وأفاض معاليه في الحديث عن فتح أبواب التعليم في مصر على مصاريعها، ولما جاء ذكر مجانية التعليم قال: إننا لم نأت بالمجانية من أوربا كما يقول بعضهم، فالمجانية عربية قبل كل شيء،