ونسير على سننه:
يقو لكشاجم في سكين سرقت له:
يا قاتل الله كتاب الدواوين ... ما يستحلون من سرق السكاكين
لقد دهاني لطيف منهم ختل ... في ذات حد كحد السيف مسنون
فابتزنيها ولم اشعر به عبثا ... ولست لوساء في ظن بمغبون
يقد يفهم من هذا أن الرجل من بين كتاب الدواوين هؤلاء الذين حصل منهم هذا العبث، ولكن هذا مجرد احتمال يقلل من قيمته ما يحتمل من أن هؤلاء الكتاب ربما كانوا مجرد أصدقاء، وأن هذا العبث كان في بيته مثلاً أو في مكان آخر غير الديوان.
ولكنا نراه في موطن آخر يرثي غلاماً له بهذه البيات
من لدواة كنت تعنى بها ... عناية تعجز عنها القيون
تغدو مع الكتاب غلمانهم ... وأغتدي وحدي ومالي قرين
فالدار والديوان من بعده ... كرسم دار خف منها القطين
فهذا كلام يثبت أنه كان كاتباً بالفعل وأنه كان من كتاب الدواوين. واليك نصاً آخر ينطق في وضوح وجلاء بأن الرجل كان من كتاب الديوان في مصر ذاتها:
قد كان شوقي إلى مصر يؤرقني ... والآن عدت وعادت مصر لي دارا
أغدو إلى الجيزة الفيحاء مصطحباً ... طوراً وطوراً أرجي السبر أطوارا
بينا أسامي رئيساً في رئاسته ... إذ رحت أحسب في الحانات خمارا
فللدواوين إصباحي ومنصرفي ... إلى بيوت دمي يعملن أوتارا
وهذا وقد عثرت في ديوانه على نص صغير قي يمثل رسائله الاخونية، فقد ذكر في ثنايا الديوان: وقال في أبي الحسن الاسكافي، وقد وجد به علة، وقد أهدى إليه طيور حجل وكتب إليه رقعة نسختها: لم يدع منظوم هذه الرقعة لمنثورها حظاً في المعنى الذي اشتملت عليه، وسيدي يقف على الأبيات فيتطول بتشريفي بما التمسته فيها، وجعلتها سبباً له، إذ كان الغرض إسعافه بما لا يزال يستدعيه، ويرتاح له من لطيف المذاكرة والمفاكهة للأدب الذي وفر الله من حظه وحبب إليه أهله، لا أزال الله عنهم ظله، ولا سلبهم سيادته ورياسته
ولو قد صح أن تكون هذه الفقرة الصغيرة عنواناً لنثر كشاجم لقلنا أن كتابته سهلة، مرسلة.