للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سليمة من التعقيد، خالية من السجع والبديع إلا ما جاء من ذلك عفواً، ولكن هذا النص وحده - كبر أو صغر - لا يكفي في الواقع في إثبات حك أو نفيه ولهذا فمن حق البحث علينا أن نرجئ هذا الحكم حتى ندرس فيما بعد ما يمكن أن تصل إليه يدنا من آثاره الأدبية النثرية الأخرى مثل كتاب (المصائد والمطارد) وكتاب (خصائص الطرب) وكتاب (أدب النديم) فإن بعضها في متناول اليد وبعضها الآخر لا تعرف عنه إلا أسمه أو ما جاءنا من فقر وعبارات متناثرة في بطون الكتب وأمهات المراجع.

أما عن الشعر فنحن نسلم بالمبدأ، وهو شاعرية كشاجم ونرجئ الكلام المفصل عن هذه الشاعرية في ذاتها ومقدار حظها من العمق أو السطحية؛ ومن التقليد أو الاصالة، ومن توفر الصدق النفي أو عدم توفره. . . لأن هذا كله جدير بالعناية الخاصة بعد الفراغ من هذه الفصول التمهيدية في البحث.

أما ما يختص بالحديث عن كشاجم المنجم، فقد عده صاحب (أعيان الشيعة) - من المحدثين - من منجمي الشيعة ونقل ذلك عن كتاب معالم العلماء لابن شهر اشوب، كما أن التراجم التي سردناها تكاد كلها تجمع على ذلك. ولا ندري مبلغ هذا القول من الصحة، فقد يكون من قبيل التكثر والتزيد، لا سيما أن كشاجم لم يترك في هذا العلم أثراً ولم يؤلف فيه كتابا ولكن مهما يكن من شيء فإن الرجل لابد وأن يكون قد ألم نشئ من ثقافة المنجمين ظهر أثره في شعره:

قال يصف اسطرلابا:

ومستدير كجرم الشمس مسطوح ... عن كل رائعة الأشكال مصفوح

ملء البنان وقد أوفت صفائحه ... على الأقاليم في أقطارها الفيح

كأنما السبعة الأفلاك محدقة ... بالنار والماء والأرضين والريح

تنبيك عن طالع الأبراج هيئته ... بالشمس طوراً وطوراً بالمصابيح

فإن مضت ساعة أو بعض ثانية ... عرفت ذاك بعلم فيه مشروع

وإن تعرض في وقت تقدره ... لك التشكك جلاه بتصحيح

مميز في قياسات النجوم به ... بين المشائم منها والمناجيح

وفي الدوائر من أشكاله حكم ... تنقح العقل منها أي تنقيح

<<  <  ج:
ص:  >  >>