لا يستقل لما فيه بمعرفة ... الحصيف اللطيف الحس والروح
حتى يرى الغيب فيه وهو منغلق ... الأبواب عمن سواه جد مفتوح
نتيجة الذهن والتفكير صوره ... ذوو العقول الصحيحات المراجيح
وقال يصف تخت الحساب والرمل:
وقلم مداده تراب ... في صحف سطورها حساب
يكثر فيه المحو والإضراب ... من غير أن يسود الكتاب
حتى يبين الحق والصواب ... وليس إعجام ولا إضراب
فيه ولا شك ولا ارتياب
وأما ما قيل من أنه كان من المتكلمين، ومن علماء الجدل والمنطق؛ فهذا ملتمسته رغبة الوقوع على ما يؤيده صراحة أو استنتاجاً فلم أعثر عليه، وقد تتبعت صلات الرجل فلم أجد نصاً واحداً يؤيد أنه درس الجدل أو المنطق أو علم الكلام، أو جلس من أحد الأعلام المشهورين في هذه العلوم مجلس التلميذ من أستاذه ثم أنه لو كان له في ذلك حظ لا نعكس في شعره شأنه في ذلك شأن النواحي الأخرى التي أخذ منها بطرف؟ فشعر الرجل لا يعطينا ولو خيطاً دقيقاً يتعلق به القائلون بأن كشاجم كان له حظ من هذا النوع من الثقافة.
ولا يتغير الموقف كثيراً إزاء ما ذكره بعض أصحاب التراجم من أن كشاجم طلب علم الطب حتى مهر فيه وصار أكبر علمه إذ لو كان ذلك كذلك لكان قد ترك لنا في هذا العلم شيئاً مما تركه العلماء فيما مهروا فيه من علم، أو على الأقل قد كان يستطيع أن يخلد اسمه بين الأطباء الذين حمل ألينا التاريخ أسماءهم وإن لم تصلنا آثارهم، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث؟ فهذا كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي يحدثنا عن بعض الأطباء المعاصرين لكشاجم مثل أبي الحسن بن كشكرايا بينما لم يرد فيه ذكر لكشاجم. وهذا طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة يحدثنا عن كثير من الأطباء المعاصرين للرجل مثل أبي الحسن أبن كشكرايا هذا الذي قال عنه أنه كان طبيباً عالماً مشهوراً بالفضل والإتقان لصناعة الطب وجودة المزاولة لأعمالها وكان في خدمة سيف الدولة بن حمدان ومثل البالس الذي (كان طبيباً فاضلاً متميزاً في معرفة الأدوية المفردة وأفعالها، وله من الكتب كتاب التكميل في الأدوية المفردة ألفه لكافور الإخشيدي) ومثل أبي جعفر أحمد بن إبراهيم المعروف بابن