وأقر المؤتمر تقرير لجنة التوسع في التعليميين الثانوي والعالي، ومن توصياته في هذا الموضوع أن يكون التعليم في مرحلتيه الابتدائية والثانوية مجانياً، وأن تكون المناهج ذات صلة وثيقة بالبيئة الحياة، أن يكون التعليم العالي حق للنابغين وذوي المواهب وعلى الحكومات أن تيسره لهم بإعفائهم من نفقاته ومنحهم المساعدات المالية، ولخصت اللجنة عقبات التوسع في المعلمين والمباني والميزانية، وأوصت بالتوسع في إيفاد البعوث إلى الجماعات الأجنبية وفي استقدام الأساتذة الأجانب، وذلك للتغلب على عقبة قلة الأساتذة الجامعيين.
ثم عقدت الجلسة الختامية برياسة معالي الدكتور طه حسين بك رئيس المؤتمر، فتحدث ممثلو الوفود الرسمية حديث المودة والتحية والشكر، ثم وقف معالي الرئيس فألقى كلمة أعرب فيها عن شعوره بالتقصير في جانب الوفود العربية وأشاد بفضل العرب على مصر قائلاً إن قامت بشيء نحوكم فإنما ترد على الفضل فمنكم تعلمنا أدب العرب عنكم أخذنا الحضارة العربية وقال معاليه للأعضاء: أنني أهنئكم بأمرين الأول خاص بالجهود التي بذلتموها والنتائج التي وصلتم إليها، أعاهدكم على أنني سأدرس القرارات التي اتخذتموها وسأعمل على إنفاذها فوراً ولن أنتظر حتى تدرسها الجامعة العربية وتوصي بها لأنني مؤمن بها كما أنتم بها مؤمنون، الأمر الثاني هو أنكم قد فرغتم من عناء الدرس والبحث في المؤتمر وتستطيعون الآن أن تتفرقوا في البلاد المصرية دون أن تأخذوا أنفسكم بشيء من القيود ودون أن يأخذكم شفيق بك غربال بالحزم.
وأنتقل جميع الأعضاء على أثر ذلك إلى (كازينو سان استفانو) حيث تناولوا العشاء تلبية لدعوة معالي الرئيس، وبعد العشاء ألقى الشاعر العراقي الكبير الأستاذ مهدي الجواهري قصيدة مطولة عنوانها (تحية مصر) وهي قصيدة جيدة فيها عما يربط مصر والعراق من روابط الأخوة التي لا ينال منها صنيع بعض الساسة الذي ينكره الشعب. وبعده ألقى معال الدكتور طه حسين بك كلمة وصف بها قصيدة الجواهري بأنها جمعت بين طرائف العصر وجزالة العرب وكرر معاليه الدعوة إلى عقد الثالث في مصر، وكان قد وجه هذه الدعوة أيضا في جلسة المؤتمر حتى يتاح لمصر أن تقدم للوفود من الحفاوة ما لم يتيح لها في هذا المؤتمر.