وزرت إدارة الثقافة بوزارة المعارف مراراً وفيها من أعيان الأدب والفن أمثال الأستاذ مفيد الشوباشي وزملائه الأدباء كامل محمود حبيب وأنور المعداوي وعباس خضر وأحمد عطيه وبدران والمنفلوطي وغيرهم من أعيان مصر، وكانت لهم في هذه الدار جولات في الأدب والسياسة والفنون تغذى العام العربي كله، فهل هؤلاء الذين ينهم أبو (طريف) بقوله: انهم كلاب؟؟
وكنت أزور المجمع اللغوي فاجتمع فيه إلي ثلثه من أهل العلم والأدب أمثال عباس العقاد وعبد الوهاب خلاف ومحمد الخضر حسين وعلى الجارم ولطفي السيد وكثير من أمثالهم يتناجون قبل البحث في ما يهذب اللغة العربية اليوم من تراثها المنسي وفيهم الحكمة والنضج والتفكير الذي يسود أقوالهم. فهل في هؤلاء من يعينهم أبو (الخطط) بقوله: انهم كلاب؟
وزرت ندوة (الرسالة) وفيها يأتمر أعيان الأدب مساء كل اثنين من كل أسبوع فيحتدم بينهم ساعات يختمر فيها الفكر بما يدور عليه الحوار، وعلى رأس المؤتمرين شيخ الأدباء أبو علاء صاحب الرسالة التي سلخت ثمانية عشر عاماً من حياته وهو يعالج بها أدواء الأمة في علمها وأدبها حتى وشكت أن تأكل كبده، وتذهب بنصره في هؤلاء من يستحق لقب الكلب على لسان التالد أبي طريف؟؟؟
من أهم الكلاب أيها الرجل وأي الرجل هم هؤلاء الذين تصمهم بما أنت فيه؟ في الجامع الأزهر عند الأساتذة فريد وجدي وعبد اللطيف دراز وعبد المجيد سليم؟؟ أم في الندوة الأدبية عند علوية باشا وأحمد فهمي العمروسي وكامل الكيلاني ومصطفى الماجي وأمين حسونة والعوامريأم في دار الهلال عند أباظه والطناحي ومؤنس؟؟ بلى. . . لعلك تعنى بلمزك النقر القائم على تهذيب الأمة في جامعت فؤاد وفاروق تفيضان عل الأمة العربية بخير؟
يا لله الذين يقبضون على زمام الحكم فيها وهم زعانف الأمة، عنيت بالحكم حكم أدب لا السياسة، هذا هو أحد الحكام فيها يجلس إلى منصته ثم يتلفت فيرى حوله إخلاصا من الناس يحسب نفسه السيد فيهم، فيتنحنح ويقول: أن في مصر أناسا يعدهم الناس أعيان علم