وأدب وليسوا في الحقيقة إلا كلاباً لا تريد إلا التهويش.
ولماذا؟ لأنهم لم يعطوه حقه فيما كتب؟ وماذا كتب!؟
رحم الله رضا الركابي إذ كان يقول:(الغريب في هذه الأمة العربية كيف تستخذى للأمر دون أن تفكر في كنهه؟؟ أن جل أهل الرأي من العرب يعلمون أن محمد كرد على إنما اخذ مكانته فيهم بعمله للفرنسي وهو إلى جانب التركي يتملق له، ثم يعلمون أنه وهو يعمل للتركي كان يفتئت على العربي؛ فعمله (الصالح) أذن كان مزدوجا، ومع هذا كله اقروه على مكانته التي كانت وليدة هذا الازدواج).
ويقول عندما اخرج كرد علي كتابه (الخطط) إذا لم يمكن إحراق كرد فلا اقل من إحراق كتابه هذا لما فيه من خلط يعود بأسرة على أمة التي أقرت كونه رئيساً للمجمع العلمي فيها، والخلط في كتابه هذا مائل بين حملاته البهتانية على أهل بيت الرسول باسم الدين وكلنا يعرف منزلته من الدين. وبين طعنه على الأتراك اليوم، وقد أخر كتاباً بمدحهم فيه بالأمس، وبين كذبه في أن الشام خرجت بأسرها لاستقباله يوم عوده من منفاه، بينما كنت في الشام وعفنت الذين استقبلوه هم بضعة نفر من آذانه وأذناب المستعمر.
هذا حديث أفضى به إلى حد أعضاء المجمع العلمي ورجائي آن اكتم اسمه إذ لا يرى من الضرورة التصريح به حتى إذا لزم هذا التصريح كان مستعداً للتصديق على ما يقول. وينقل إلى فاضل آخر من آل أبي الشامات، ونحن في مجلس الأستاذ نهاد القاسم في دمشق فيقول:
(لقد عرض جمال باشا السفاح على أبي توقيع عريضة يثبت فيها صحة الحكم بإعدام الحسين بن علي أبي فيصل من طريق الشرع فآبى والدي هذه الفتوى. ثم زاره السفاح مرة أخرى على انفراد وقال له: أنا اعلم أن السبب في عدم توقيعك انك طلبت من أنور باشا إعفاء السيد رشدي الشمعة من الإعدام فلم يشفعك فيه. تم اخرج السفاح من جبينه خطاً بتوقيع كرد علي يخاطب فيه السفاح بقوله: إذا لم تعدم رشدي الشمعة فليس في هؤلاء المحكومين من يستحق الإعدام.
ويقول هذا الفاضل: زار المستشرق الفرنسي ماسنيون دمشق ثم قصد المجمع ليأخذ من كرد على، وكان غائباً فقلت للمستشرق أن الذي تحاول النقل عنه كذاب) فقال: وما يهمنا