(القمر) فموعدي معها في ميدان النقد آت لا ريب فيه، وذلك بعد أن تقع عليهما الأعين والأذواق في الأيام المقبلة. وإذا كنا قد تأخرنا في نشرهما بعض الوقت فمرجع ذلك إلى ما بين أيدينا من قصائد أخرى قد سبقت في الوصول ويقتضي الأنصاف أن ينشر كل شيء في وقته المعلوم
كلمات من شوينهور:
مما روى عن الفيلسوف الألماني شوينهور أنه خرج على الناس يوماً بمذهب فلسفي جديد حمله إليهم كتابه المعروف (العالم كإرادة وفكرة). . واعجب النقاد بكتاب الفيلسوف ناعتين مذهبه بأنه غزوة موفقة في ميدان الفكر الأوربي عامة وميدان الفكر الألماني على الأخص وكن ناقداً واحداً أتصدى للكتاب القيم في حملة ساخطة هدفها الحط من قدره وقد صاحبه وفكر شوينهور طويلاً: هل يتناول قلمه ليناقش هذا الناقد المطموس؟ وبعد جولة فكرية طاف بها حول عقلية ناقدة، انتهى إلى أنه لا يستحق منه غير هذه الكلمات:(أن بعض آثار الفكر مثلها كمثل المرآة إذا نظر فيها الحمار. . فلا ينتظر أن يجد وجه ملاك!
وبالأمس خرج كاتب هذه السطور عل الناس أيضاً بمذهب جديد في النقد وهو مذهب (الأداء النفسي). . . وسجلت صفحات (الرسالة) ورسائل الأدباء مدى ما لقي المذهب الجديد من تقدير وثناء. . . ولكن ناقداً واحدا اشق عليه إلا يكون هناك صوت ينكر ورأى يعارض، فكتب في البريد الأدبي من العدد الماضي من الرسالة كلمة ختمها بهذه اللمحة البارعة:(أن القلم يوشك أن يقرض اللجام ليكشف الغطاء عن الأداء النفسي، وذاك أمر أن يبد يسؤ الأستاذ المعداوي). . من هنا تذكرت رد شوينهور على ناقده. ولعل أول شيء ذكرني بهذا أرد الخالد هو كلمة (اللجام) التي وردت في لمحة الأديب الطنطاوي المجهول!
أما الشيء الثاني الذي ذكرني شوينهور فهو موقفه من ناقده المعروف حين رأى أنه غير جدير بمناقشته: وكذلك عزمت على أن اقف نفس الموقف من ناقدي الذي لا يعرفه أحد وأرجو إلا يغضب إذا ما أهملت ذكر اسمه الذي لا يعرفه أحد وأرجو إلا يغضب إذا ما أهملت ذكر اسمه خشية أن يعرفه الناس مرتين. . وخمول الذكر خير من الذكر الذميم على كل حال!!
لقد تعرض هذا المجهول العظيم لما كنت قد كنته عن الشاعر اللبناني يوسف حداد، متخيلاً