وبدأت خيوط الفجر تتسلل من النافذة لتوقظه في رفق من حلمه القصير. . وهب من نومه ليرى ذراعيه ممدودتين في الهواء. . . تعانقان الفراغ والوحشة والسكون! وهتف في صوت لم يسمعه غير الله: يا رب. . هل تأذن لي في أن أعتب عليك؟!
إتجاه جديد لتوفيق الحكيم:
(وكم لنا في بعض الناس من آراء لا ينقصها لتظهر غير عدد من المناسبات). . هذا ما ختمتم به جزءاً من تعقيباتكم في العدد (٨٩٧) من الرسالة. وهاأنذا اتخذتها ذريعة لكي تنشروا رأيكم بصراحة في مسرحيات توفيق الحكيم التي تنشر في (أخبار اليوم) من وقت إلى آخر. . وكفى بذلك مناسبة!
وما كنت لأوجه إليكم هذا السؤال إلا لعلمي بأنكم من أصدقاء الأستاذ الحكيم، ولما عهدناه فيكم - نحن القراء - من حرية الرأي وقوة في القلم، ومع أني لا أنكر أن الأستاذ الحكيم من أكبر الكتاب في مصر إلا أنني قد أحسست ومعي كثير من القراء بما في مسرحياته المذكورة من السرعة وعدم الإتقان. . . فإذا أخذنا مسرحيته الأخيرة المنشودة بالعدد (٣٠٥) من (أخبار اليوم) والمسماة (مفتاح النجاح)، كان ذلك أصدق مثال لما ذكرته عن بعض هذه المسرحيات. فالموضوع كما هو واضح للذي قرأ المسرحية، ما هو إلا تصوير لبعض أعمال الوزراء بما فيها استثناءات وما ينتج عن حرية الرأي والصراحة في المصالح الحكومية! والمسرحية تكاد تكون جميلة، إلا أنه قد أقحم فيها بعض الشخصيات التي لا تتصل اتصالا وثيقاً بجوهر الموضوع كشخصيتي سميرة ونبيلة. . . ثم ألا توافقونني على أن الإطار الذي وضعت فيه المسرحية لم يكن قوى الحبكة؟ إنني لا أفهم أن يقحم أي شخص في سير الحوادث ما لم يكن له تأثير كبر أم صغر، وإن أومأ الأستاذ الحكيم إلى زيارة وسميرة ونبيلة بجملة واحدة قالها الوزير على لسانه ليظهر بعض أعماله وهي:(كان عندي زوار في موضوع هام)، حينما قال وكيل الوزارة:(جئت إلى معاليك منذ لحظة فوجدت النور الأحمر على الباب)!
ألم يكن الكاتب الكبير يستطيع أن يظهر هذا الرأي ولكن بأشخاص لهم صلة وثيقة بالموضوع وتأثير مباشر بالمسرحية؟ إني لكبير الأمل في أن أقرا في صفحات الرسالة