رأيكم في الأستاذ توفيق الحكيم عامة وفي مسرحيته خاصة.
(مصطفى أ)
قبل أن أعقب على هذه الرسالة أشير إلى أمرين يثيران الدهشة والعجب: أولهما أن الأديب الفاضل يريد أن يسمع رأيي في الأستاذ توفيق الحكيم. . . أين كنت يا أخي وقد كتبت عنه اكثر من عشرين مرة؟! انك إذا رجعت إلى أعداد (الرسالة) فسيطالعك عن توفيق الحكيم آراء متعددة طفت بها حول كل الجوانب في شخصيته الفنية! أما الأمر الثاني الذي يدهشني من صاحب هذه الرسالة فهو إخفاء الجزء الأخير من اسمه لسبب غير معلوم. . . لماذا آثر أن يختفي وراء هذا الإمضاء الذي ظهر أوله وغاب آخره؟ سؤال يحتاج إلى جواب!
بعد هذا أقول له أن الأستاذ الحكيم في مسرحيته الأخيرة بعيد كل البعد عما تخيله ورماه به، واعني به السرعة وعدم الإتقان. . الحق أن الأديب الفاضل هو الذي كان متسرعاً في قراءته للمسرحيه وفي حكمه عليها من غير تثبت ولا مراجعة! وأشهد لقد طلبت الأستاذ الحكيم في التلفون يوم أن ظهرت هذه المسرحية لأهنئه، ولكنني وجدته متغيبا عن القاهرة. . . طلبته لأهنئه على هذا الاتجاه الجديد الذي يسير فيه!
إنه اتجاه سبق أن تحدثت بشأنه إلى الأستاذ الحكيم منذ أن وضع بذرته الأولى في أول مسرحية قدمها إلى المسرح وأعني بها مسرحية (اللص). . . لقد عاد توفيق الحكيم منذ هذا التاريخ إلى الحياة المصرية بعد أن غاب عنها فترة طويلة قضاها في ضيافة الأسطورة التاريخية. عاد إلى هذه الحياة ليسلط عليها أضواء فنه في كثير من الخبرة الواعية والمراقبة الصادقة.
من حق توفيق الحكيم على النقد الأدبي أن يسجل له هذا الاتجاه الاجتماعي الجديد، وأن يهنئه على أن خط السير الفني في أعماله الأخيرة كان مستقيماً لا انحرف فيه. . هذه كلمات لا أثر فيها للمجاملة التي تكون بين الأصدقاء، لأن صفحات الرسالة قد سجل لهذا القلم حملات قاسية على فن هذا (الصديق) يوم أن فاحت منه رائحة الجدران المغلقة بعد جولة طويلة في الهواء الطليق!
وأعود إلى مسرحية (مفتاح النجاح) لأقول للأديب صاحب الإمضاء: إن شخصيتي سميرة