وما المهنة إلا شرف يتحلى له المرء. وقد امتهنها الأشراف من العرب وسادات قريش. واليك ما جاء في كتاب المعارف لابن قتيبة صفحة (٢٤٩ و ٢٥٠) تحت عنوان صناعات الأشراف فقال. . -
كان أبو طالب يبيع العطر وربما باع البر. وكان أبو بكر الصديق بزازا. وكان عثمان بزازا. وكان عبد الرحمن بن عوف بزازا. وكان سعد بن أبي وقاص بيري النبل. وكان العوام أبو الزبير خياطاً، وكان الزبير جزاراً، وكان عمرو بن العاص جزاراً، وكان العاص بن هشام أخو أبي جهل حداداً، وكان عامر بن كريز جزاراً. وكان الوليد بن المغيرة حداداً، وكان الوليد بن المغيرة حداداً، وكان عقبة بن أبي معيط خماراً، وكان عثمان بن طلحة الذي دفع إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مفتاح البيت خياطاً، وكان قيس بن مخرمة خياطاً، وكان أبو سفيان بن حرب يبيع الزيت والأدم، وكان عقبة بن أبي وقاص نجاراً، وكان أمية بن خلف يبيع البرم، وكان محمد بن سيرين بزازاً، وكان مجمع الزاهد حائكا، وكان أيوب يبيع جلود السختيان فنسب اليها. وكان المسيب أبو سعيد زياتا، وكان مالك بن دينار وراقا، وكان أبو حنيفة صاحب الرأي خزازا. وقد جاء في مقدمة ابن خلدون ما يعزز المهن والصنائع في صفحة (٣٨٣) بقوله (قالوا المعاش إمارة وفلاحة وصناعة وتجارة، أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات؛ وأما الصنايع فهي ثانيتها. وجاء أيضا بالمصدر نفسه (ص) ٤٠١ (إن رسوخ الصنايع في الأمطار هو برسوخ الحضارة وطول أمده). وورد أيضا بنفس المصدر (ص) ٤٠٣ (إن الأمطار إذا قاربت الخراب انتقصت منها الصنائع
وقد يذهب البعض من أدعياء الأدب على أن الأدب وقف على ذوي المراكز الممتازة والطبقة العليا ولا يحق لغير هذه الطبقة أن يدعيه. وإن ادعاه أحد غير هذه الطبقة فادعاؤه باطل وإن جاء بالمعجز المبدع. وإذا ما جاءهم أديب مهني من ذوي النبوغ والعبقرية بأدب رفيع ممتاز فلا يقابل أدبه بغير الاستهجان والازدراء ومط الشفاه، أقول، - متى كانت العبقرية بنت القصور والضياع ووليدة الغنى والثراء؟ ومتى كان الذكاء أليف الترف والنعيم؟ وكثيرا ما نرى التبلد الذهني والخمول العقلي حليف القصور وتوأم الترف والنعيم وقولهم يناقض العرف وما قيل قديما من أن العبقرية بنت الجوع. ولنعرف الأدب والأديب