للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

درجاته ومعانيه. وأرجو ألا يفهم القراء أن حكمي على يوسف حداد هو حكم عام على شاعريته، كلا! أنه حكمي على هذه الشاعرية في حدود هذه القصيدة الوحيدة التي لم أقرأ له غيرها من قبل. . وقد تكون (فلتة) من الفلتات التي يصعب أن تتكرر من حين إلى حين.

ليس من شك في أن الآنسة هجران ستشم من هذه الكلام رائحة اختلاف في الرأي. . لا بأس من أن نختلف في أمر ونأتلف في أمور، وحسبها هذه الأبيات التي قالها شوقي على لسان ابن ذريح.

ما الذي أغضب مني الظبيات العامرية

ألأني أنا شيعي وليلى أموية؟

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية!

ومعذرة لهذا التحريف اليسير في البيت الأول. إنه تحريف يقتضيه المقام!

مجلة (الأديب) في قفص الاتهام:

لقد كان موقفك نبيلا تجاه رسالتي السابقة، لكنك في التعقيب على الدفاع عن مجلة الأديب المنشور في العدد (٨٩٥) من الرسالة الغراء، غيرت موقفك قليلا. وأحسب أن الصداقة التي تربطك بصاحب الدفاع هي التي جعلتك تنشر رسالته أو دفاعه الذي يحوي أوضع لاتهامات من غير أن تذكر اسم الكاتب! فهل أرضى ضميرك هذا العمل؟ إن النقد يا سيدي - وبالأخص مثل هذا النقد - لا ينشر من غير الاسم الكامل للكاتب، فكيف تجاهلت هذا؟ إنني ألومك، فأنت يجب أن تتمسك بالحق، دون النظر إلى الأمور الشخصية ودون الاعتبار بظروف الصداقة.

على أي حال أرجو أن يتسع صدرك وصدر (تعقيباتك) لردي هذا الذي آمل أن لا يحذف منه شئ. . والآن دعني أحدثك بهذه الأسطورة:

يحكي أن جماعة من الذئاب عصف بها الجوع فعقدت اجتماعا فيما بينها، وقررت أن تتغذى بكل ذئب أصابه الجرب كي لا ينتشر هذا المرض بين الذئاب. وكان في تلك الجماعة التي تضم خمسمائة من الذئاب ذئب واحد أصيب بالجرب، ما إن سمع هذا القرار حتى رفع صوته صارخاً (أنا لست أجرب) وما كان من الذئاب الأخرى إلا أن انقضت عليه وافترسته!

<<  <  ج:
ص:  >  >>