للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنت ترى يا سيدي أن ذلك الذئب لو لم يكن أجرب لما رفع صوته، ولما التفتت الذئاب اليه، ولما افترسته. . ومجلة الأديب تشبه في دفاعها عن نفسها دفاع الذئب الأجرب عن نفسه! فالكلمة التي سبق أن بعثت بها إليك قد نشرتها دون أن تذكر اسم المجلة، وجاء فيها أن المجلة تبيع النشر بالمال يجب أن تحارب. . فما كان من (الأديب) إلا أن رفعت صوتها - على لسان أحد أصدقائها - تقول إنها لا تبيع النشر بالمال! وغاب عنها أن دفاعها هذا ما هو إلا اعتراف لا يقبل الشك في أنها تبيع النشر بالمال!!

وإذا وجدتني أبالغ فيما أقول فدونك أعداد (الأديب)، تصفحها جيدا فستراها إلى جانب قائمة الأنصار تخاطب القارئ في افتتاحياتها بين حين وحين بكلمات مستجدية لا يمكن أن تستعملها مجلة لها كرامتها ولها مركزها الأدبي. وإذا صح ما يقوله المدافع عن (الأديب) من أن صاحبها (معذور) في الاستجداء السافر، فلماذا إذن الكد والتعب والإرهاق وما فائدة مجلة فاشلة لا تستطيع الاستمرار في الصدور إلا على يد الأنصار؟ أجل، ما نفع مجلة تفرض نفسها فرضا على القارئ في مطلع كل شهر بوجهها الأسود؟!

يقول صاحب الدفاع عن (الأديب) المختفى خلف نقاط ثلاث: (فليس صحيحا أن جميع أنصار المجلة تنشر لهم المقالات) عفوا يا أستاذ؛ نسيت أن أستثنى من جميع الأنصار نصيرا واحدا أو نصيرين! أهملت مقالاتهم لأسباب أخرى خاصة، بعيدة جدا عن النزاهة والحق! ويقول عن لسان ألبير أديب: (إن ما ذكره كارنيك عن ذلك القارئ العراقي الذي شكره صاحب الأديب على إرسال الاشتراك الخ. . . كذب وافتراء) وأنا أعجب أشد العجب كيف تهور الأستاذ ألبير فنفى ذلك هذا النفي القاطع. لاشك أنه لا يدري أن بإمكاني نشر تلك الرسالة التي أرسلها بخط يده، كي يطلع عليها القراء ويقفوا على نفسية هذا الرجل الغريب. والآن ليطمئن الأستاذ إلى أني لا أفعل ذلك، وسأكتفي بهذا التلميح كي لا يتهور ثانية ويتهمني بالكذب والافتراء!

وأحب أن تعلم يا سيدي المدافع أنه لو بدت قلة الذوق في كلمتي بأبشع صورها فإن قلة التبصر تبدو بأشنع صفاتها في رسالة ألبير أديب إلى أحد الزملاء حين يقول له: إنه يعاني أزمة في النشر، تجعله يفكر في هجر (الأديب) وهجر لبنان!

. . . أنت ترى يا سيدي المعداوي أن هذا الكاتب بعد أن يتهمني بقلة الذوق لأني كشفت

<<  <  ج:
ص:  >  >>