الستار عن مؤامرة ألبير لا ينكر قولي ولا يكذبه. . . ومع ذلك يتهمني بقلة الذوق فهو يقول. (إن صاحب الأديب قرر مراراً أن يغلق مجلته، وإنه لم يطلب اشتراك الأنصار إلا بناء على اقتراح هؤلاء الأصدقاء). ومن كلام هذا المختفي خلف النقاط تستطيع أن تلمح آثار الحقيقة التي كشفت عنها الستار، فبأي وجه يلقاني حضرة المدافع المجهول؟ كأنما (الأديب) لم تفعل شيئا غريبا، وكأنها إذ تتوسل وتستعطف وتستجدي لا تخرج عن مقتضيات الصحافة في العصر الحديث. . ما هذا الهراء؟ ما هذا الكلام الفارغ؟ متى كانت الصحافة تجارة؟ وفي أي جيل وأي عصر نقد الكاتب أو الشاعر، مبلغا من المال كي ينشر فكرة من الفكر في صحيفة من الصحف!؟ في الوقت الذي كان يجب أن تدفع (الأديب) من عندها للكتاب نراها تأخذ هي من الكتاب، لقاء نشر كتاباتهم. فهي تريد أن تجعل الأدب ملهاة يستطيع أن يمارسها كل من هب ودب من أصحاب الجيوب المنتفخة! أيها التاريخ سجل منزلة الفكر في هذا الزمن، واذكر مجلة الأديب بحروف من ذهب!!
ويعود حضرة المختفي خلف النقاط - بعد أن عجز عن الدفاع عن مجلته - فيخاطبك زاعما أنسبب (افتراءاتي) هو أني أرسلت إلى (الأديب) بعض القصص فأهملت، ثم عدت فأرسلت له من أحد كتبي مائتي نسخة كي (أرشوه). . ولا شك أنك صدقت قوله هذا كما صدقه سائر القراء، كما يجب أن يصدقه كل من لا يعرف الحقيقة على وجهها الصحيح، وهي غير ما ذكره حضرة المدافع المجهول. . . لا أنكر أنني أرسلت إلى (الأديب) قصة فأهملت نشرها، لا لأنها سخيفة كما وزعم الأستاذ، بل لأنني كنت متفائلا جداً بالأديب فلم أرفق مع قصتي (المعونة) المطلوبة!! ثم جاءني ناشر كتابي ذاك يخبرني أنه أرسل عشرين نسخة من (دموع عذراء) هدية لصاحب الأديب، على سبيل الإعلان، وأنه سوف يرسل إليه مائتي نسخة من ذلك الكتاب. . . ولما سألته عن سر ذلك أجابني بأنه قد عزم على أن يقدمها هدية لصديقه ألبير، فلم أتدخل فيما ينوي إذ لا شأن لي في الأمر! دعني أسألك هنا سؤالا واحدا: لو أن قصصي سخيفة وضيعة كما يقول حضرة المدافع المجهول، فهل يعقل أن يتهافت الناس عليها وهل؟ وتسألني: وهل تهافت عليها الناس فأقول لك: بمائتي نسخة من كتاب لم يربح منه؟!
وما رأيك في أن قصصي لم ترفض ولم توصف بالسخف إلا بعد ما رأيك في أن قصصي