الروح: كيف! أعسير علي أن أقنعها بخلع ذلك الرداء، وإن تعود إلى سابق عهدها؟
الملك: سأتيح لك الفرصة التي تريدها. تلفت إلى تلك الناحية - إنها قادمة، ولما تتخلص من المتاعب الأرضية. ها هي تمشي وهي في حالة متوسطة بين اليقظة والنوم، أشبه ما تكون بإنسان يحلم حلماً لا يستطيع الإنفكاك منه. (تدخل الفتاة من اليسار وقد ارتدت معطفاً طرزت على حواشيه رسوم معقدة زاهية الألوان، رائعة المنظر. يدل صوتها وخطوات سيرها على إنها نائمة).
الفتاة: كلا. . . لا تذهبي! ينبغي أن لا تتركني!. . . يخيل إلى إنني في غير فراشي، وعلى الرغم من أن الألم قد تاء بكلكله على رأسي، وإن الحمى قد استراح منها جسدي، فأنني أحس بأنني أصعد في عالم خيالي من قمة إلى قمة، غير مستطيعة الكف عن ذلك: اشعر بميل شديد للراحة فعلي أن استريح.
(تجلس على الأرض)
الملك مخاطباً الروح: إنها لما تستطع التخلص من أفكارها كما رأيت، ولا تزال مربوطة بتلك الحياة التي كانت فيها.
الفتاة: اقتربي مني، أريد أن أحدثك عن أمور لها خطرها عندي. أتسمعينني؟ أنني مدينة لأختي بمبلغ من المال، والخوف يساورها، وتحدث نفسها عن إمكان عجزي عن دفعه إذا استمر المرض طويلا. أكدي لها إنني سأدفع كل مالها، وأنني لن أموت، وأن هذا المرض سيزول كغمامة الصيف. . ويح نفسي!. . ما الذي حدث! لا أسمع مجيباً. . أتراني في نوم عميق!
الملك للروح: إن هذا الذهول الشديد الذي يعصر كل قوة فيها، اللحظة بعد الاخرى، سيصبح اقل شدة وعمقا.
الفتاة: ما هذه الصور التي تتراءى لي. . .! أتراني في حلم عميق!. . . الصور. . . والشمس المرتفعة. . . وقد دفنت أشعتها في الغيوم، فبدأ نصف السماء وكأنه اللؤلؤ المنشور. . . وتلك السفوح الخضر وقد غطتها الازاهير التي لا تتحرك. . . اقتربي قليلا مني. . . وإذا حدثتك اليوم عن النقود فعديها عني بالدفع حالما تذهب وطأة الحمى. . . أين ذهبت؟. . . يخيل ألي انك بعيدة عني آلاف الأميال. . . إن صخور الأحلام ترتفع أمام