ومن أنا إذا غدوت واحدة من الملايين. . . أو مثل اللهيب المنبعث من الشمس؟ لن أكون في تلك الحالة، ما أنا عليه الآن. . . أبدا. . . إذا كنت ذاهبا إلى الحياة على هذه الصورة فاجعل أمانيك قليلة فيها. .
الروح: ماذا تعنين؟
الفتاة: أعني انك إذا لم تدبر حيلة تؤثر بها على أبناء جنسك فسوف يكون نصيبك البؤس والعذاب في الحياة حتى نهايتها. . . إنك ستكون موضع الازدراء. . . تطرد عن الأبواب وتنبذ كشيء حقير تافه.
الروح: ألا يساعد الناس بعضهم بعضا في الأرض؟
الفتاة: أتبدو علي هذه الصورة من الجهل والغباوة، وتتصدى لبيع النصائح!! إن الأرض بالنسبة إلي حب من طرازك مفروشة بالأشواك، ومفعمة بالآلام والدموع. . . إن الناس سينظرون إليك نظرهم إلى مستواه أو مأقون. . .
الروح: ما أغرب عالم يبدو فيه الخلق الكريم سخافة! أليس من الأنصاف للنور الذي يشع في ضمائرنا في السماء أن يكون الخلق الكريم كالهواء مشاعا للناس جميعاً. . لا يستغني عنه أحد كائنا من كان. . . لكن يريك خبرتي عن الحب. .؟ أليس له مكان في الأرض بين الناس؟
الفتاة: إنه كالنجم البعيد. . يرى وسرعان ما يغيب عن العيون. . .
الروح: أبتحارب الناس في الأرض، في ذلك المكان الذي أكل الدهر عليه وشرب؟
الفتاة: إنهم يقتتلون على ياردات قليلة من التراب، وعلى قليل من مادة براقة يسمونها الذهب. . .
الروح: أولا يزالون على ضلالهم القديم. . . لكن ماذا يفعلون في وقت السلم؟
الفتاة: عندئذ يجاهد كل إنسان في زيادة ما عنده من رزق كثير وأخذ اللقمة من فم الجائع. . .
الروح: أيقاتل الصديق صديقه، والأخ أخاه، على هذه الصورة؟ إذن كيف تتقدم الحياة خطوة واحدة على الأرض؟
الفتاة: كيف؟ إن ما فيها على التقدم، مرده إلى الصدف، لا إلى إرادة الإنسان.