كذلك توجد جاليات إسلامية في مانشتر وليفربول، وجلاسجو والمدن الأخرى الهامة مثل أكسفورد وكمبردج وهؤلاء يختلفون قلة وكثرة.
وأيا ما كان الأمر، فعدد المسلمين جميعاً غير معروف بالضبط ولذا كان تقديرهم غير دقيق، لأنه لم يحدث أن أجرى لهم تعداد أو إحصاء سابق، إلا أنه يمكن القول بأن عددهم اليوم حوالي ستين ألفا من الأنفس، وأن هذا العدد في ازدياد مطرد كل سنة، نتيجة للراغبين في الإسلام، ونتيجة لتزاوج المسلمين بغيرهم من الأجنبيات اللاتي يرحبن كثيراً بأن يكن على دين أزواجهن.
ويحمل بنا في هذه المقام أن نتحدث عن الجمعيات أو المراكز الإسلامية في الجزائر الإنجليزية بشيء من الإيجاز.
المركز الثقافي الإسلامي:
هو أهم المنشآت الإسلامية بإنجلترا، وهو يشغل قصرا من أفخم القصور وأكبرها في لندن وفي أحيائها العظيمة ويلاحظ فيه بذخ الرباش وفخامة الأثاث وبه حديقة واسعة الأرجاء، غنية بورودها وزهورها وأشجارها الفارعة وبهذه الحديقة ملعبان للتنس. .
وهو كذلك المكان الأول الذي يلقي فيه المسلمون المقيمون في إنجلترا ويستقبل الشخصيات الإسلامية الوافدة إلى لندن، فيهيئ لهم أسباب الراحة والاستقرار ويتيح لهم فرصة الاجتماع بالمسلمين المقيمين هناك.
والمركز الثقافي الإسلامي بلندن جزء من المشروع العظيم الذي شجعه، وما يزال يشجعه صاحب الجلالة مولانا الملك (فاروق الأول) أيده الله بروح من عنده، فقد افتتح جلالته اكتتابا عام ١٩٤٠ بعشرة آلاف جنيه لإنشاء مركز إسلامي، ومسجد بلندن.
وتوالت التبرعات بعد ذلك من ملوك الدول الإسلامية وحكوماتها. ولما وضعت الحرب الأخيرة أوزارها أنشئ هذا المركز الإسلامي وزوده جلالة الفاروق أعزه الله بآلاف الكتب الإسلامية، ولا يزال في كل مناسبة يزوده بمختلف المؤلفات الدينية النفسية، ويوليه عنايته ورعايته.
ورئيس المركز الإسلامي هو فضيلة الأستاذ الدكتور علي حسن عبد القادر أحد علماء الأزهر الممتازين، وقد تخرج في جامعة برلين، ولندن، وهو واسع الثقافة والإطلاع.