ذكره فيدفع إلى حذفه من تاريخ حياته؛ رب حادث كهذا يقدم إلينا المفتاح الحقيقي لشخصيته حين يكتب في بضعة أسطر فلا تغني عنه مئات الحوادث في ألوف من الصفحات)
هذا هو بعض ما قلته للأستاذ السنوسي في مجال الرد على رغبته. والحق أننا إذا نظرنا إلى حياة بعض الأدباء والمعاصرين، ثم خطر لنا أن نتخير بعض كتاب التراجم الذين يصلحون للتحدث عن هذه الحياة على هدى هذا المنهج الذي أوضحناه، لوجب أن يقع اختيارنا على العقاد ليكتب عن المازني، وعن الزيات ليكتب عن طه، وعلي الخولي ليكتب عن أحمد أمين، لأن هؤلاء جميعا قد أتيح لهم من الاطلاع على حياة أولئك ما لم يتح لغيرهم أن يطلع عليه. . ولعل تلك الدراسة النفسية التي كتبتها عن الشاعر علي محمود طه وما سيضاف إليها من فصول لم تنشر، تقدم الدليل على أن المصاحبة والمعاشرة بين الناقد والمنقود أمر لا غنى عنه لكاتب التراجم ودارس الأدب وناقد الفنون!
بعد هذا أعود إلى المحور الرئيسي الذي تدور حوله رسالة الأستاذ السنوسي لأقول له: لقد طالبتني بتطبيق مذهب (الأداء النفسي) على شعراء آخرين غير علي محمود طه لتظهر قيمهم الفنية على ضوء هذا التطبيق. فمن هم هؤلاء الشعراء؟ إنك يا أخي لم تحدد العصور ولا المواطن ولا الأسماء، حتى أستطيع أن أتبين الهدف الذي تقصد إليه. . ترى هل تطالبني بتطبيق هذا المذهب على شعراء عصر بأكمله في كل موطن من مواطن الشعر العربي، أم أن هناك بعض الأسماء المختارة التي ترى أن شعر أصحابها تشع فيه ومضات من هذا الأداء؟
مهما يكن من شيء فقد أخرجت مذهب (الأداء النفسي) لأقدم عن طريقه وجهة نظر ذاتية في فهم الشعر وتذوقه ودراسته على أسس جديدة غير تلك التي ألفها الناس، وإذا كنت قد طبقته على شاعر واحد فلأنني أؤمن بأن هذا الشاعر هو من خير النماذج الفنية التي تمثل هذا المذهب في أفق الشعر العربي الحديث وما عنيت بقصر التطبيق عليه، وإنما عنيت بأن أقدم دراسة نقدية للشعر كما أفهمه وأتذوقه على أن يكون هذا النقد مقترنا بالمثال!
عتاب في غير موضعه:
طالع القراء في العدد الماضي من الرسالة كلمة للقصاص العراقي الفاضل كارنيك جورج،