لديك من كتب. ثم ماذا؟ ثم إنني لا أريد أن أبرح هذه المنصة، قبل أن ألقي إليك بالدليل الحاسم القاطع من أدلة النفي، نفي اتهامك للقراء، مستعينا - كما قات لك من قبل - مستعينا بك عليك، فأنت الخصم والحكم. وفي يدك وحدك، وأيدي القراء أيضا، إثبات هذا الدليل. . هذا الدليل هو أن القراء على استعداد تام، وبرهانهم فوق أيديهم، أن يشتروا منك كل كتبك منذ الآن. قبل طبعها! فهل أعنتهم على تحقيق بغيتهم واستجابة طلبتهم؟
وحين يتم طبع كتبك. ويعييك أن تستبقي لنفسك خاصة ولو نسخة واحدة من كل كتاب، ستعرف أي ظن آثم رميت به القراء وأي اتهام ظالم هم منه براء. . والسلام عليك والتحية إليك:
من القارئ
(طهطا) ع. ع. ص
لست أدري لماذا آثر هذا القارئ الصديق أن يخفي أسمه؟ لو علم مباغ إعجابي بأدبه وتقديري لوفائه لما آثر أن يتحدث إلي من وراء قناع. . أنه ليسرني يا صديقي أن أعرف إسمك، ليس ذلك لأنك أسرفت في الثناء على هذا القلم، ولكن لأنك أديب يستحق أن يعرفه الناس، وأنا لا أحب لأمثالك أن يظلوا أدباء مع إيقاف التنفيذ!
لقد دافعة دفاع حارا عن القراء، لأنك قارئ مثالي ينظر إلى غيره على أنه نسخة صادقة منه. . ألا ليت القراء كانوا في مثل شغفك بالقراءة وولعك بالإطلاع ووفائك للأدب. لو كانوا كذلك لما يئس من مستقبل الثقافة في مصر كل صاحب قلم، ولما جفت في حائق الفكر الرفيع ثمرات العقول! أنه كما قلت لك قراء مقالة، يريدون أن ينتهوا منها وهم يحتسون أقداح الشاي أو يترقبون وصول الترام أو ينتظرون مقدم صديق. أعني - وهذا هو الذي لم يتضح لك - أنهم أبناء عصر السرعة والعجلة وعدم التريث والاحتشاد. أعني مرة أخرى أنهم يستمدون ثقافتهم من مقال عابر أو رأي طائر، بقدر ما يسمح لهم الصبر الذي أنهكت قواه أسباب المادة والوقت الذي عصفت بقيمته توافه الأمور!
إنني حين أتحدث عن أزمة القراء لا أقصد قراء المقالة، فهم بخير والحمد لله. . لأن المقالة لن تجور على الوقت (الثمين) الذي يقضونه في أماكن الله والجلوس في القهوات، ولن