وإذا كان ذلك كذلك فلم أباح المؤلف لنفسه المروق والإلحاد حيث قال (أما علوم الأحياء فتدرس نشوء الحياة وتعددها وتطورها) ثم هو يدعو الأدباء إلى تعلم هذه العلوم.
وفي مكان آخر من الكتاب يشرح أبياتا لابن الرومي ويحس بعد الشرح أنه سطا على كلام الأستاذ سيد قطب فيعتذر في ذيل الصفحة قائلا:
(كتبت تحليلي لهذين البيتين في الأسبوع الأخير من مارس سنة ١٩٤٩ ثم بدأت الليلة (١٣ أبريل ١٩٤٩ أتصفح كتاب (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) للأستاذ سيد قطب لقراءته فستوقفتني صفحة ٧٣ إذ رأيت فيها البيتين. . .
إلى أن يقول:(يرى القارئ من هذا أن الأستاذ سيد قطب قد رأى في الفكرتين الأساسيتين اللتين عرضتهما. . . بل يرى القارئ تشابه تعبيرينا عن نفس الفكرتين).
وربما كان التعليق على هذا الكلام مما يفسد صورته في ذهن القارئ فلنتركه هكذا واضح التلفيق بين الادعاء.
ثم هو يضع من خياله حوارا طريفا زعم أنه دار بينه وبين طالب في دار العلوم ولكنه لم يحبك القصة حبكا محكما فدلت على وضعه وتلفيفه.
قال:(قلت (أي الطالب) جميل جدا ولكن ألم تدرسوا الشعر الأموي خارج هذا الكتاب؟
قال: درسناه في كتب هاشم عطية والزيات وغيرها)
وأنا بعد أن قرأت هذا الحوار أرجوه مخلصا أن يدلني على كتاب هاشم عطية في الشعر الأموي لأنني لم أهتد إليه حتى الآن.
ولا شك في أن المؤلف قد هدف من هذا الحوار إلى غاية بعيدة؛ فقد أراد الإشارة إلى سعة إطلاعه في الأدب العربي وإحاءته بما تضمنته المراجع وألمت به الموسوعات. وأنا أشك في هذا الادعاء أو على الأقل. . أشك في استفادته من هذه المراجع: فركاكة أسلوبه وكثرة أغلاطه تؤكد في نفسي هذا الشك تأكيدا.
مصادر الكتب:
لا ننكر أن للمؤلف بعض الجهد في كتابه، ولكنه جهد يتراوح بين التفصيل والتعليق والشرح والترجمة، أما الخطوط الرئيسية في الكتاب ففي وسعك أن تردها إلى أراء الكتاب. طه حسين والعقاد والمازني. فبحوثه في الباب الأول تلتقي مع بحوث الدكتور طه