للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد هذا الكلام نبحث عن النتيجة فلا نرى لها أثرا فنقنع بما سبق أن عرفناه من العقاد وغيره من أن به اضطرابا عصبيا.

والمؤلف - ولا شك - معذور في هذا العجز ولكنه غير معذور في التورط والإطالة والإملال، وكان بودنا أن يدرك أن هذا الجهد لطائل تحته: فلو أن ابن الرومية عاد إلى الحياة جماعة من المتخصصين في الأمراض العصبية لما اتفقوا على رأي واحد: فما باله يحاول ما يحاول وهو مترجم (يخشى الزلل).

أما ما بقى من أبواب فتعليق على ما كتب العقاد والمازني مرة بالموافقة والأخرى بالمخالفة، وكنا نود مخلصين أن ينزع إلى الابتكار فلا يترسم خطأ أن العقاد في التشخيص و (العطف على الأقارب) و (أنواع الهجاء) وهكذا وكم كنا نود أن يدرس شاعرا أخر لندرك مكانته في السبق والاستقلال.

أخطاء:

ذكرت الكاتبة القديرة (بنت الشاطئ) في الأهرام من أخطاء المؤلف كلمات قليلة وقالت أنها في الصفحات الأولى من الكتاب؛ ثم أبدت عجبها من أن يحدث هذا الخطأ من رئيس الشعبة العربية بكلية غردون وأنا لا أريد إعادة ما ذكرته، ولا أود الاستقصاء ففيه إطالة غير محمودة؛ ولكني أذكر ألوانا من الخطأ: أذكر الخطأ الصحيح الذي لا يقبل جدلا، والشاذ الذي لا يقاس عليه، وأذكر ما لا يجوز إلا في الشعر، ثم أترك الكشف عن أسرار ذلك كله للمؤلف أن استطاع:

يقول: (فتخيلوا وأنتم تدرسون هذا العصر أنكم لستم باحثين أدبيين بل رسامون.)

وقال: (والحق أن تفسير هذه الملكة ليست ما يقوله العقاد نفسه) وقال أيضا: (إياهم إياهم أن ينسوا)

وهو القائل: (فلا تظنوا أنكم تفهمون هذه الطريقة ولا تتفنونها طالما حصرتم اهتمامكم في كتب قواعد النقد الغربي)

ومن قوله: (فلو ظلت الزرافة تمط عنقها طوال حياتها وظل أحفادها يمطون عنقهم آلاف السنين لما طالت أعناقهم ملليمترا واحدا، لن طول العنق الذي يكتسبه أحدهم من مده عنقه في حياته لا يمكن أن يرثه عنه ابنه)

<<  <  ج:
ص:  >  >>