ومن قوله (ثم العقد الجنسية البدائية التي يقررها علماء النفس الحديثون وخصوصا الفرويديون)
ومنه أيضا:(فمعظم الكتب التي يعثر عليها هي أيضاً كتب رديئة وليست منها إلا قلة ذات قيمة)
أسلوب الكتاب:
ليس للمؤلف أسلوب محدد المعالم بين الصوى: فهو يقتبس تارة من أسلوب الدكتور طه حسين فيعلو، ويعتمد على نفسه تارة فيهبط؛ ويحاول تقليد الدكتور ثالثة فيقعد به العجز ويدركه البهر فلا يبقى في قلمه إلا كلمة (حقا) يكررها ونظائرها فتبدو شائهه قبيحة.
ولست متجنيا على المؤلف فما أعتقد أن من عشاق الأدب من يقول:(أما الدراسات الإنسانية أو ما يسمونه أنثروبولوجيا فتستلم هذا الإنسان من حيث تتركه علوم الأحياء).
ولا يعد من الكاتبين من يعلق على كاتب قال:(أنظر في حركة الرومانتيك ومنابعها وثورة أصحابها. .) بقوله: (ليس أنظر في شعر الرومانتيك. لا!). ولا أشك في أن القارئ يحتاج إلى بيان المراد من عبارة المؤلف. فلقد أراد أن يكون النظر إلى الشعر نفسه لا إلى حركته والله أعلم.
ومن الأمثلة التي توضح ضعفه في الأداء قوله:(فالحشرات والأسماك والبرمائية ومعظم الزواحف تستقل أطفالها ما أن تخرج من البيضة وتركته يفقس وحده، فلما خرج الطفل من البيضة خرج كاملا).
ومن أمثلة الضعفأيضاًقوله:(قلت في نفسي: إن قالوا هذا لفتهم إلى أن بعض هذه المقالات تدرس ليس الأدب الغربي الحديث بل الأدب القديم. .)
وقد لا تعجب بعد هذا إذا علمت أن صاحب هذا الأسلوب السقيم يفرق من الأسلوب الجميل وينعته بالضعف والرداءة فهو يسوق مثلا كلاما لأحد الأدباء جاء فيه:(في بلاد نجد وفي رباها المعشبة وأوديتها الفريضة كان ذلك الشاعر صبيا عربيا يله مع لدانه ويمرح في أعطاف الصبابين رعية أبيه، وما كان يدري أنه بعد قليل سيفضي إلى الدنيا بسر من أسرار العظمة ولا أنه سيضع على جبين الزمن ذلك الإكليل الفاخر من الخلود والشهرة. . الخ).