للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القوى الروحية - من تلك القوة التي تمد السماء بها الضعيف ليصبح قادرا على التغلب على من يريد أن يطفى عليه.

وزاد عجبي حينما رأيتك تعود، بعد افتخارك واعتزازك بالانتساب إلى المادية، لتتعلق بأستار الروحية فتقول إنه لا زال في نفسك معناها الحقيقي الذي (هو شعور الإنسان بجمال المعاني النفسية والسلوك الإنساني الكريم، ذلك الشعور الذي يخلق في المرء روح التعاون والتكافل الاجتماعي، على أن يكون ذلك ممتزجا بالواقعية في مواجهة مسائل الحياة وبالمنطق المعقول في فهم الأشياء). فهل علمت يا صديقي أن الروحيين جعلوا للروحية معنى غير هذه المعاني التي رجعت تقول بها بعد أن اعتقدت (أن قانون الحياة الذي لا يدافع هو أن يستطيع الإنسان أن يأخذ حقه من الإنسان، لا أن ينتظر حتى يشعر بالعطف عليه)؟

أرجع يا سيدي إلى الكتاب فاطلع عليه إلى نهايته! أرجع إليه، وفقك الله، فدقق النظر فيه، بتدبر معانيه ومتابعة مراميه لترى فيه معنى الروحية الحقيقي، ولتعلم أن كاتبه لم يتعد الحق حينما ذكر أن موضوعه ليس من وضعه وأن عبارته ليست من بنائه.

فان أبيت إلا انصرافا عن جد الأمر إلى هزله، فطلبت روحا ليقنعك، أو يداعبك، فليس ببعيد ذلك اليوم الذي سترى فيه من الأحداث الجسيمة والوقائع العظيمة التي كتبها الله على العالم ما يجعلك تقتنع كل الاقتناع بأن (الوساطة الروحية) لم تأت في أمر هين ليكون موضوعها مادة للتظرف والتفكه.

عبد اللطيف محمد الدمياطي

الدراسات العليا في الأزهر

تحت هذا العنوان كتب صديقي الأستاذ عبد المنعم خفاجي في العدد (٩٠٠) من الرسالة الغراء مقالا انتهى منه إلى أمرين.

(أولهما) إعادة الدراسات العليا في الأزهر متمثلة في تخصص المادة.

(ثانيهما) أن هذا التخصص قد قام بواجبه في خدمة الثقافة الأزهرية خير قيام، وقد فتح للثقافة الإسلامية آفاقا واسعة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>