للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كبيرهم سيشد على يدي مهنئا، ومن يدري لربما أنعم على بشيء، بهدية. . أو توسط عند رؤسائي للترقية، فأنا أستحق كل ذلك. . لأنني شجاع! ولأني قمت بمهمة وطنية تستلزم التشجيع! ولسوف تنشر الصحف اسمي وقصتي في صفحاتها الأولى، كما تنشر صوري أيضا. . وبعدئذ يشتهر أمري عند الرجال. . ويشتهر جمالي عند النساء! فيفدن إلى. ويقبلن علي، معجبات مغرمات. . ولسوف ترى نجوى كل ذلك، ولن أهتم بها أبدا، فأتركها فريسة للغيرة والندم. .)

وشهق شهقة عبرت عن مدى فرحته وابتهاجه بتلك الفكرة. بيد أن الغطاء الملقى على البساط ما لبث أن تحرك! فتوقف عن التفكير. وشابه بعض القلق. . ثم اتجه إلى وجهة أخرى. .: - لقد بدأ يتحرك، ما أمره؟ لعله قد فطن إلى ما سيحل به. فاحتاط مقدما. أليس من الخطورة أن أهجم عليه وليس في الغرفة سوانا؟ لا ريب أنه مسلح بينما أنا أعزل.)

انزعج لهذه الفكرة، لكنه لم يقدر أن ينحرف عنها، ليواصل أحلامه الحبيبة، لأن الغطاء تحرك مرة أخرى.

لا ريب أن الملعون يستعد لما سيقع فإذا أنا هجمت عليه لاقاني رأس خنجره قبل أن يلاقيني جسده المرتعش. أوه هذا مخيف، رأس خنجره يدخل صدري فينبثق الدم أحمر قانيا. . حتى تخمد أنفاسي. . ف. . فأموت. . ضحية مكيدة قذرة دبرها لص جبان! وقد يصبح موتي أيضاً سخرية في فم نجوى، لا. . إن هذا لمزعج، مخيف، يجب أن أستعد أنا أيضا. فهذه ساعة خطيرة قد لا أنجو فيشتهر أمري ويرتفع اسمي. . الأوفق أن. . أن آني له بسلاح، بأي سلاح، بسكين على الأقل، فالسكين أحسن من لا شيء! لأغادر الغرفة، إلى المطبخ، فإني بذلك السكين الكبير المعد لتكسير العظام! والأجدر أن أدعو كلبنا (جاكي) ليساعدني إذا احتجت إلى المساعدة، إن جاكي لكلب شجاع، فهو بالرغم من منظره وضآلة جسمه، وبالرغم من انزوائه وصمته يملك قوة خارقة. . مثلي تماما. فأنا أيضاً لا ينبئ مظهري وانزوائي بما أملك من قوة وشجاعة. كلانا سيكشف عما يذخر من قوى في هذه الساعة بالذات، والويل لهذا اللص الغبي الذي لم يحسن اختيار ضحيته، فوقع في شركي. الويل له. . إني سأجرب فيه قوتي وبطشي ويا ويله من قوتي وبطشي.)

وهنا ألقي نظرة ترفع واحتقار على الغطاء وهو ينسل بخفة من فراشه، ويستوي واقفا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>