والصراع المسرحي الرئيسي في هذه المسرحية يقع بين عز الدين أيبك وشجرة الدر، ولم يبدأ هذا الصراع إلا بعد اعتزال شجرة الدر الملك واعتلاء أيبك العرش. وذلك لأن شخصية أيبك كانت تابعة لشخصية شجرة الدر الملكة، ولم تنفصل عن هذه التبعية وتتحرر إلا بعد اعتزالها. فقد بدأ أيبك متملقا، طموحا، إلى أن تزوج شجرة الدر، ثم أصبح متفانيا في خدمتها إلى أن اعتزلت، وبعد أن أصبح ملكا، بدأت شخصيته تنفصل عنها، وبدأ الصراع بينهما إلى أن انتهى بقتله. ولو أحسن المؤلف استغلال شخصية الجارية هيام، وأقطاي، في النصف الأول من المسرحية، بقدر ما أحسن استغلالهما من الإيقاع بين شجرة الدر وأيبك في النصف الأخير منها، لكان توفيق المؤلف في بناء المسرحية كاملا، ذلك لأن هيام وأقطاي على الرغم من كراهيتهما لشجرة الدر وتآمرهما عليها في النصف الأول من المسرحية، فإنهما لم يؤثرا على الأحداث ولم يتقدما أية خطوة إيجابية بالفعل المسرحي. هذا، ولم نستطع أن نتبين من المسرحية الدافع الشخصي الذي يدفع هيام المرأة إلى محاربة شجرة الدر؛ بل إن المؤلف قد جانب الصواب عندما جعلها - وهي المرأة - تعمل على التفرقة بين أيبك وشجرة الدر لحساب امرأة أخرى هي أم علي. ولو قارنا بين شخصية هيام عند عزيز باشا، وشخصية سلافة عند جورجي زيدان، لوجدنا أن تصوير الثانية أوضح وأصدق من تصوير الأولى، وأثر الثانية على الأحداث أبرز بكثير من الأولى. كذلك جعل المؤلف شخصية أقطاي حائرة مترددة في النصف الأول من المسرحية وكان في مقدوره أن يستغلها في تقوية الصراع المسرحي لو جعل تأثيرها إيجابيا على الأحداث في هذا القسم.
وإذا تناولنا الجانب الإنساني من هذه المسرحية، وجدناه صادقا من حيث التصوير النفسي. فقد انبثق الصراع المسرحي من داخل نفس عز الدين. تلك النفس الطموح التي تتملق شجرة الدر لتحوز رضاها. وتتفانى في خدمتها لتجتذب أنظارها. وتتربص بقلبها المحروم لتنفذ إليه. حتى إذا ما أصبح زوجا لها، بدأ يتظاهر بالغيرة والحماس، ليرقي سلم المجد، وليبدوا في نظرها جديرا بالملك. فإذا ملك، بدأ يتخلص منها ليملك فعلا، ولكنه وهو العبد الذي تعود الطاعة يخشى بأسها، وإزاء تحريض اقطاي وهيام، وطعنهما في كرامته، طغت عليه كبرياء الضعيف، وكرامة الذليل، فانفجر ليعوض النقص الذي في شخصيته. فعندما