للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتجاربه العامة، على شخصيات الرواية، فأنطقها بها، فبدت أغلب الشخصيات في مستوى عقلي واحد، وكان على المؤلف في هذه الحالة أن يخصص شخصية واحدة، لينطقها بآرائه، ليفرق بين رأيه ورأي الشخصية الروائية في الموقف المسرحي. كما فعل ألفريد دي فيني في مسرحية (شاترتون) حيث كانت شخصية (كويكر) هي شخصية المؤلف.

وكما فعل بومارشية، في مسرحيته (زواج فيجارو) حيث جعل فيجاروا ينادي بآرائه التي أراد أن يوصلها إلى الشعب الفرنسي.

وفيما عدا هذا، فالمسرحية تعد جزءا للمسرحية التاريخية، من حيث تصوير الشخصيات والبناء الفني، والأسلوب الشعري.

وقد أخرج المسرحية الأستاذ فتوح نشاطي، فصدر في إخراجه عن وعي كامل بالمسرحية وجوها، وعصرها التاريخي. وقد هداه هذا الوعي إلى خلق الحياة التي رسم تصميمها المؤلف في النص المكتوب؛ فالمناظر كانت رمزية في بعض الفصول، واقعية في البعض الآخر. وهي في كلتا الحالتين تشيع الجو التاريخي للمسرحية. وقد بدت الأبهاء والأعمدة والعقود العربية الرائعة في صور طبيعية بعيدة عن الصنعة والافتعال. وكانت ألوان هذه المناظر هادئة حتى لا تجذب انتباه المشاهد فينصرف عن الممثلين. وكانت الثياب ذات ألوان قاتمة لتشد نظر المشاهد إلى الممثل. ولقد ساعدت الإضاءة على خلق ذلك الجو التاريخي الساحر فكانت جزءا مكملا للمنظر. وكانت طبيعية في مسايرتها للوقت.

وليس من شك في أن للمخرج الفضل الأول في تحريك الممثلين في هذه المسرحية الزاخرة بالحركة، وكذلك في تنظيم مجموعة الممثلين الثانويين وبعث الحياة فيها.

ولقد بدا مجهود المخرج في وحدة كاملة طابعها الطبيعة والصدق حتى ليتعذر على العين الناقدة أن تتلمس خطأ أو مغالاة في أية حركة أو منظر. وإنه لمن الإنصاف أن نقرر أن المخرج قد عبأ كل ما يملك من فهم وموهبة وفن في إخراج هذه المسرحية فكان ممتازا في إخراجه.

وقامت الآنسة أمينة رزق بدور شجرة الدر. وهذا الدور هو العمود الفقري للمسرحية من بدايتها إلى نهايتها وقد أحست أمينة رزق بخطر هذا الدور فحشدت له عقلها وإحساسها المرهف وعاطفتها الحارة وفنها الصادق فجسمت الألوان المختلفة التي تصور معالم

<<  <  ج:
ص:  >  >>